خديجة البيضاوية… أيقونة “العيطة” المرساوية

تعتبر خديجة البيضاوية، واحدة من رموز موسيقى “العيطة”، الموسيقى الشعبية التي تمتح من عبق الأرض وصلب التراب، والتي اشتهر بها المغرب وحده دون سائر البلدان.

ولدت خديجة البيضاوية سنة 1953. وبعد سنوات قضتها تشتغل في مجال الخياطة، بدأت مسارها الفني سنة 1978، بعد وفاة زوجها في منتصف السبعينات، وبعد أن تتلمذت على يد العديد من شيوخ “العيطة”، وعلى رأسهم الراحل مصطفى البيضاوي، إذ شكلت حينها ثورة في مجال “الشيخات” اللواتي عرفن بطابعهن التقليدي، في الوقت الذي ظهرت فيه لالة خديجة بلباس وتسريحة شعر عصريين، مثلها مثل جميع فنانات عصرها.

عرفت خديجة البيضاوية، بصوتها القوي والشجي الذي لا يخلو من نبرة شجن، خاصة حين تؤدي النوع “المرساوي” الذي تتقنه، والذي عرف بالدار البيضاء، إلى أن أصبحت واحدة من أيقوناته، وبالضبط “عيطة الغزال”، التي كان يطلبها منها جمهورها في كل حفل تحييه أو مناسبة.

إضافة إلى صوتها، تميزت خديجة البيضاوية بجمال آسر وأخاذ، إضافة إلى “كاريزما” جعلتها محل تقدير من جمهورها، الذي كانت تحترمه كثيرا، وكان هو يبادلها الاحترام بأحسن منه، إلى أن أصبحت “محبوبة الجماهير”، تطلبها في جميع المناسبات، أعراسا أو حفلات ختان أو سهرات، كما كانت مطلوبة جدا من العائلات البيضاوية الكبيرة والمعروفة، إضافة إلى سهرات التلفزيون التي كانت ضيفة منتظمة عليها، مما جعل شهرتها وشعبيتها تزداد وتكبر لدى المغاربة.

أحبت خديجة البيضاوية “العيطة” والفن الذي كانت تقدمه. أحسن حالاتها كانت حين تقف أمام جمهورها، وتصدح بصوتها الجميل ب”عيوط” الشاوية الحزينة، والمليئة بالرسائل العميقة والإشارات الذكية. كانت مكتفية بفنها. لا تحب أن تتحدث كثيرا عن نفسها. وحتى في وسائل الإعلام، تحاول ما أمكن أن تتفاداها. لذلك، كان ظهورها على شاشة أحد المواقع الإلكترونية المغربية، وهي تبكي بسبب مرضها العضال الذي أصابها، محل استغراب من جمهورها الذي شعر بأن ظهورها بذلك الشكل، لا يمكن إلا أن يكون بسبب حالتها الصحية الحرجة.

وكانت خديجة البيضاوية تعاني وعكة يتم نقلها مباشرة على إثرها لأحد مستشفيات الدار البيضاء لتلقي العلاج. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*