غابرييل بانون… ابن المدينة القديمة الذي عمل مستشارا لكبار قادة العالم

ولد غابرييل بانون بالمدينة القديمة للدار البيضاء. تعلم بمدارس الرابطة اليهودية، ثم ب”ليسي ليوطي” الشهير بالعاصمة الاقتصادية، مثلما تعلم اللغة العربية وحفظ القرآن ب”المسيد”، قبل أن يسافر إلى فرنسا لمتابعة دراسته، حيث حصل على دبلوم مهندس مدني وعلى إجازة في القانون والاقتصاد. والده يعقوب كان رئيس الطائفة اليهودية بالمغرب، الذي كان يتمتع بعلاقات وطيدة مع القصر ومع المغفور له السلطان محمد الخامس، وبعده ابنه المغفور له الحسن الثاني، إضافة إلى العديد من أعضاء الأسرة الملكية. 

شغل غابرييل بانون العديد من المناصب الحساسة والرفيعة، وكانت له علاقات دولية متشعبة، مكنته من أن يكون دائما قريبا من مراكز اتخاذ القرار على الصعيد العالمي، إذ اشتغل إلى جانب الرئيس الفرنسي السابق جورج بومبيدو كما جمعته علاقة صداقة وعمل بالرئيس الأمريكي السابق جيرالد فورد وبوزير الخارجية الأمريكي القوي هنري كيسنجر وتعرف عن قرب إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ كان في “الكاجيبي”، كما عمل مستشارا في مجلس الأمن الاقتصادي الروسي حول السياسة العربية، حين أصبح الأخير رئيسا لروسيا، وشغل منصب مستشار لقائد الجيش الإسرائيلي سابقا دان تولكوفسكي، ولرئيس الكونغو برازافيل باسكال ليسوبا، مدة ست سنوات، كما عمل مستشارا لياسر عرفات، رئيس السلطة الفلسطينية الراحل، لأكثر من عشر سنوات، ما أثار عليه الكثير من الانتقادات من الجانب الإسرائيلي، إلى حد وصفه بالخيانة. وهي التجربة التي حكى عنها بالتفاصيل في كتابه “الذاكرة المشتركة”، مثلما حكى عن الكثير من تجاربه الأخرى في كتب وروايات من بينها “روبوتات نهاية العالم”. 

ظل حبل الاتصال والود موصولا بين غابرييل بانون وبلده المغرب، رغم تنقله بين البلدان والمناصب. وقد تمت الاستعانة بخدماته كثيرا من طرف الملك الراحل الحسن الثاني، الذي كان يعرفه شخصيا منذ فترة مرافقته والده إلى القصر الملكي بالرباط، وهو اليوم يرأس مكتب دائرة الصداقة المغرب إسرائيل الذي يهدف إلى تحسين أوجه التعاون بين البلدين من أجل خدمة أفضل لمصالحهما، وإلى تبادل الخبرات واقتسامها في العديد من المجالات. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*