تختلف الروايات في أصل كلمة “إسرائيل” التي اتخذتها الدولة العبرية اسما لها، عند قيامها، وهو الاسم الذي اختاره لها دافيد بن غوريون، أول رئيس وزراء في تاريخها. إذ تؤكد بعضها أن أصلها “يشرائيل”، بمعنى يجاهد مع الله أو “الله يصارع”، في حين تقول روايات أخرى إنها في الأصل اسم النبي يعقوب ابن إسحاق، الذي سمي به لأنه أسرى إلى الله، أو لأنه صارع ملاك الرب الذي أرسله إليه، فصرعه، حسب الكتب اليهودية المقدسة، لذلك سمي أبناؤه “بنو إسرائيل”، كما قيل إن معناها “عبد الله” أو “الله قوي”، لأن أصل الكلمة سرياني، ومكون من شطرين، الأول “إسر” وتعني العبد، والثاني “إيل”، وتعني “الله”.
واستمدت الكلمة أصلها من التوراة، إذ ذكرت في “سفر التكوين” كاسم للنبي يعقوب، كما ذكرت في التلمود، لكنها مذكورة أيضا في نقش أو لوحة مرنبتاح التي تعود إلى عصور مصر القديمة، والتي يرجع تاريخها إلى أواخر القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وفي نقش “ميشع”وفي العديد من النقوش الحميرية، إلا أن العديد من المؤرخين يرجعون التسمية إلى الفترة التي خضعت فيها بلاد كنعان لسيطرة الفراعنة المصريين، كما يزعم آخرون أنها ظهرت ما قبل ظهور التوراة، وينكر العديدون وجودها في “التناخ”، (الكتاب العبري المقدس) ويتحدثون عن “أرض كنعان”.
ونسب القرآن، الذي يذكر إسرائيل في العديد من آياته، لأنها أمة عظيمة، الاسم إلى نبي الله يعقوب، وسمى نسله وخاطبهم ب”بني إسرائيل”، معتبرا أنهم قوم مسلمون أحناف في زمانهم، في الوقت الذي تشير العديد من المصادر الإسلامية إلى أن الأمر يتعلق بقوم قدماء انقرضوا وتفرقوا بحيث لم يعد يعرف لهم نسب.
وذكرت كلمة إسرائيل في القرآن 43 مرة، منها 41 آية مضافة إلى كلمة “بني”، ومفردة في ثلاث آيات. أما في الكتاب اليهودي المقدس، فذكر اسم إسرائيل 2319 مرة، لأن التجارب التاريخية التي مرت على أمة إسرائيل كانت محور تركيز معظم الكتاب.
قم بكتابة اول تعليق