“الذاكرة اليهودية بشرق المملكة المغربية”…توثيق لوجود الطائفة اليهودية

يوثق كتاب “الذاكرة اليهودية بشرق المملكة المغربية”، الذي صدر أخيرا عن دار نشر “ملتقى الطرق” للتاريخ القديم لوجود الطائفة اليهودية بالمغرب في منطقة الشرق، كما يسلط الضوء على مختلف الفضاءات التي أثثت للذاكرة والثقافة المشتركة في المغرب.

أنجز  الكتاب، في نسخته العربية، بمبادرة من وكالة جهة الشرق، وهو يقع في 237 صفحة من القطع الكبير، ويعتبر الأول من نوعه الذي تم إنجازه بالمغرب، لواحدة من أقدم جاليات المملكة.

ويمكن الكتاب، حسب ما كتبه مدير الدار الناشرة في تمهيده له، القراء، سواء المغاربة أو الأجانب، من “اكتشاف وفهم وتقاسم الثقافة اليهودية المغربية المتميزة على مستويات عديدة، ومعرفة أحد أهم معاقل اليهودية، جهة الشرق التي شهدت ميلاد أجيال من رجال ونساء وأطفال مغاربة، فخورين دوما بممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية على هذه الأرض التي من أخص سماتها التسامح”.

ويتحدث الكتاب عن التعايش التام بين المسلمين واليهود، لقرون خلت، في مدن مثل وجدة التي كانت تتميز ب”ملاحها” الاستثنائي ودبدو التي كانت مركز إشعاع فكري، وفكيك التي كانت بمثابة واحة ثقافية أو الناضور، كما ينقل العديد من الشهادات القوية والمؤثرة التي تجعل القارئ يتقاسم الكثير من الذكريات والتجارب  الجميلة التي تنتقل من جيل إلى جيل.

واستعرض الكتاب، في سبعة أقسام، تاريخ الطوائف وفضاءات الحياة في جهة الشرق، وكذا الثقافات المشتركة كالشعر العربي والأمازيغي، والقصة، والملحون، والمقطوعات العربية الكلاسيكية، والموسيقى الأندلسية ومختلف أصناف الموسيقى.

الكتاب معزز أيضا بصور ورسوم وخرائط ووثائق تتعلق بالعديد من الفضاءات والآثار وكذلك الشخصيات اليهودية المغربية، وتبرز مراحل تاريخ تواجد اليهود بالمغرب وعادات وتقاليد أفراد هذه الطائفة، فضلا عن العديد من الشهادات المؤثرة لشخصيات يهودية مغربية وكتاب.

ويأتي صدور الكتاب في إطار الاحتفاء بالتراث الثقافي اليهودي المغربي وضمن الجهود التي يتم بذلها حاليا في المغرب لاستعادة التراث اليهودي مثل أحياء الملاح، والمعابد والمقابر، إضافة إلى المتحف الذي تم تدشينه مؤخرا بفاس، والمتحف الحالي في مدينة الدار البيضاء.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*