أهارون كوهين… القديس المبجل لدى اليهود والمسلمين في المغرب

يعتبر “سيدي قاضي حاجة” واحدا من الأولياء الصالحين الذين وسعت بركاتهم آفاق المغرب، وقديسا مبجلا لدى اليهود والمسلمين على السواء، في المملكة، رغم أنه ليس مشهورا بما فيه الكفاية ولا تذكره المصادر التاريخية إلا في ما ندر، ومشكوك في صحة المعلومات المتوفرة حوله، والتي تختلف من وثيقة إلى أخرى.

يوجد قبر هذا الولي الصالح الذي يحج إليه اليهود، في منطقة دكالة، في قبيلة ولاد جرار بالضبط، بإقليم سيدي بنور، ويشار إليه باسم “قبر جد ليهود”، في حين يتعلق الأمر بربي أرون كوهن، حسب ما ذكره المؤرخ مصطفى اجماهري، في مقال له نشر على صفحات مجلة “زمان”، أو بالحزان أهارون كوهين أو ب”سيدي قاضي حاجة”، التي تعني أنه رجل مبارك يستجاب له لكل من يرغب في قضاء حاجة عند زيارته.

كانت مواسم الحج و”الهيلولة” تقام إلى قبر هذا الولي الصالح سنويا، من طرف المئات من أبناء الطائفة اليهودية المقيمين في مدن الجديدة وآسفي، وذلك إلى منتصف سنوات السبعينات تقريبا، حيث تراجعت أعداد اليهود المقيمين بالمغرب، الذين هاجروا إلى أرض الميعاد، ووفاة كبار السن منهم.

وكان موسم الحج إلى هذا الولي الصالح، الذي لا يعرف أحد من أين جاء وإلى أين ينتمي، يفتتح بشكل رسمي من طرف السلطات المحلية والجهوية، وبحضور وفد رسمي، مثلما توثق لذلك بعض الصور التي تعود إلى سنوات الستينات.

عرف هذا الولي الصالح، ببركاته التي تساعد على علاج أمراض العيون والرمد، إلى جانب العقم، لذلك كانت النساء تقصدنه من جميع أنحاء المناطق المجاورة، رغم أن قبره بسيط ويوجد في مكان ناء وقصي تحيط به الحجارة فقط، ويتطلب الوصول إليه ركوب الحمير أو البغال نظرا لوعورة المسالك، مثلما جاء في العديد من الوثائق والتقارير التي تعود إلى تلك الفترة. 

وتدوم “هيلولة” ربي أهارون كوهن، الولي الصالح المعروف لدى أبناء الطائفة اليهودية في دكالة وعبدة والجديدة، ثمانية أيام، يقضيها الحجاج اليهود بين الصلوات وتلاوة الأناشيد وطهو الأطعمة و”المشاوي” واكتشاف تلك المنطقة.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*