سكينة الصفدي… أيقونة “جيل جيلالة” التي سكنها عشق “الغيوان”

تعتبر سكينة الصفدي، التي رحلت عن دنيانا قبل أيام، واحدة من أوائل النساء المغربيات اللواتي احترفن الفن ووقفن يغنين إلى جانب رجال، على منصات عالمية، حين التحقت في منتصف الستينات بالمسرح الغنائي قبل أن تدخل تجربة تأسيس مجموعة غنائية، هي “جيل جيلالة” رفقة حميد الزوغي ومولاي الطاهر الأصفهاني ومحمود السعدي ومحمد الدرهم، قبل أن تلتحق بها أسماء أخرى، 

ولدت سكينة بالدار البيضاء سنة 1952. تربت يتيمة الأم. أحبت الفن والتراث والمسرح منذ صغر سنها، مثلما أحبت كرة القدم وأجادت لعبها إلى درجة أن الأب جيكو اقترح عليها تأسيس فرقة نسائية. لكنها اختارت المسرح وفضلت الوقوف على الركح إلى جانب فنانين عمالقة مثل نعيمة المشرقي وحبيبة المذكوري والشعيبية العذراوي وبوجميع والعربي باطما. 

كانت مسكونة بعشق مجموعة “ناس الغيوان” الأسطورية، لذلك لم تتردد في الالتحاق بالأعضاء المؤسسين ل”جيل جيلالة” في بداية السبعينات، لتحصد معهم الكثير من النجاح والشهرة، خاصة بعد صدور ألبوم “الكلام المرصع”، الذي توجها ملكة في قلوب الجماهير المغربية، التي كانت تطرب لسماع صوتها في أغان تتسم بالالتزام والجرأة وتتحدث باسم المظلومين والمقهورين. 

صوتها وموهبتها أثارا اهتمام الكثير من الملحنين وكتاب الكلمات الذين عرضوا عليها أعمالا فنية، لكنها رفضت، إلى أن التحقت بفرقة “الجواد”، بعد التصدع الذي بدأت تعرفه “جيل جيلالة” والصراعات بين أفرادها، لكنها لم تتمكن من تحقيق النجاح والانتشار الذي عرفته مع مجموعتها الأولى.

أسست ثنائيا رفقة زوجها مصطفى أهباض، الذي كان ملحنا وموزعا لكنها فشلت في بلوغ النجاح الذي عرفته مع “جيل جيلالة”، خاصة بعد مرض زوجها، الذي أثر عليها على المستوى المادي والاجتماعي والنفسي. وبعد أن ذاقت سكينة حلاوة المجد والشهرة، بدأت تعاني الفقر وضيق الحال وعاشت سنواتها الأخيرة في بيت صغير بدون دخل قار، قبل أن تحصل على هبة ملكية، هي التي شاركت كمتطوعة في المسيرة الخضراء، وكان عمرها حينذاك لا يتجاوز 26 سنة، وهي التجربة التي وثقتها أغنيتها الشهيرة مع “جيل جيلالة” بعنوان “العيون عينيا”.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*