مظفر النواب… شاعر الثورة والهجرة والتمرد

توفي الشاعر الكبير مظفر النواب بالشارقة، واحدة من الإمارات المشكلة لدولة الإمارات العربية المتحدة، لكنه رأى النور في بغداد، (سنة 1934) وبها دفن، بعد أن ظلت تلك المدينة معشوقته التي يلاحقه حبها أينما حل وارتحل في عواصم العالم التي استقر بها، من بيروت إلى دمشق ولندن وباريس، بعد تعرضه للسجن في بلده العراق ونفيه خارج حدوده.   

عرف مظفر النواب بموهبته الكبيرة في نظم الشعر، التي ظهرت في سن مبكرة، وتلقاها من جده الذي كان شاعرا أيضا، كما عرف بمعارضته الشديدة لنظام الحكم في بلده وفي باقي البلدان العربية، ومناصرته لقضايا التحرر، إلى درجة منع عدد كبير من دواوينه وقصائده، فلقبه القراء ب”شاعر القصيدة المهرّبة”، و”الشاعر الثوري”، هو الذي التحق بالحزب الشيوعي العراقي وهو طالب في الكلية وطرد من وظيفته في التدريس بسبب مواقفه السياسية، قبل أن يهاجر إلى إيران هربا من التعذيب، ويعتقل من طرف المخابرات الإيرانية التي أعادته إلى الحكومة العراقية. 

ينتمي النواب إلى عائلة أرستقراطية شيعية تنتمي إلى البيت الهاشمي، وهاجرت إلى الهند أيام حكم العثمانيين للعراق، وهناك تولت الحكم في إحدى الولايات الهندية، ثم عادت منها إلى العراق بضغط من سلطات الاحتلال الإنجليزي بالهند بسبب مقاومتها لها، وفي الكرخ، بالعاصمة بغداد، تلقى مظفر تعليمه وبدأ العمل السياسي وسجن وهرب خارج أرض الوطن، منفيا بين مدن وعواصم العالم، دون هوية ولا وثائق رسمية.

حفلت قصائده بمعاني الثورة والتمرد على الأنظمة العربية القمعية والفساد السائد فيها. ولم يكن يتورع في بداياته عن استعمال كلمات نابية وتوظيف لغة عنيفة لوصف الظلم الذي تعيشه الشعوب في ظل هذه الأنظمة، قبل أن يتحول بعد ذلك إلى لغة شعرية كلاسيكية لا تخلو من انتقادات لاذعة، لذلك يجد النقاد صعوبة في تصنيف شعره في خانة شعرية واضحة المعالم.

من بين أشهر قصائد النواب “القدس عروس عروبتكم” و”بكائية على صدر الوطن” و”اصرخ” و”جزر الملح” و”موت العصافير” و”قل هي البندقية أنت” و”قصيدة من بيروت” و”تل الزعتر” و”قراءة في دفتر المطر”… 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*