مريم توزاني… المخرجة المهمومة بقضايا النساء والحريات

ولدت مريم توزاني بمدينة طنجة سنة 1980 لأب ريفي وأم طنجاوية تعود أصولها إلى الأندلس. درست في لندن وتخصصت في الكتابة عن السينما كصحافية في البداية ضمن طاقم مجلة “إنترناشونال فيلم غايد” قبل أن تنتقل إلى تأليف السيناريو وإدارة الأفلام القصيرة والوثائقية، ثم بعدها خاضت أولى تجاربها في التمثيل في فيلم “غزية” لزوجها المنتج والمخرج نبيل عيوش، الذي شاركت أيضا في كتابة السيناريو له، والذي يتحدث عن حرية النساء في المجتمع المغربي، لتقتحم بعد ذلك مجال الإخراج السينمائي. 

تشتغل توزاني كثيرا في تيمات أفلامها على “الطابوهات” والمسكوت عنه داخل المجتمع، وهي مدافعة شرسة عن المرأة والحريات الفردية، مثلما يظهر في الأدوار التي لعبتها أو في اختيارها لأفلامها، مثل “آدم” الذي يتحدث عن الأمهات العازبات، والذي مثل المغرب في مسابقة “الأوسكار” في الولايات المتحدة الأمريكية، وحصل على جوائز في مهرجانات دولية، أو “أزرق القفطان” الذي يعالج قضية المثلية الجنسية، وهو الفيلم الذي عرض أخيرا في مهرجان كان السينمائي ضمن فقرة “نظرة ما”، وحصل على جائزة النقد الدولي. 

كتبت توزاني وأخرجت أول أفلامها القصيرة في 2011 تحت عنوان “حين ينامون”. بعدها بسنتين، كتبت سيناريو فيلم وثائقي “ماتش لوفد” حول الدعارة في المغرب، وهو الفيلم الذي قامت بإخراجه أيضا، وشكل النواة الأولى لصنع الفيلم الحدث “الزين اللي فيك” لزوجها نبيل عيوش، الذي أثار الكثير من الجدل ومنع من العرض في المغرب. 

في 2015، أخرجت توزاني فيلمه القصير الثاني “آية والبحر” الذي يتطرق لموضوع خادمات المنازل الصغيرات، وهو ما يظهر التزامها بقضايا المجتمع الشائكة، التي تلقي الضوء على إشكالياتها من خلال رؤيتها الإخراجية المتميزة.

تسعى مريم، المتمردة والثائرة، من خلال أفلامها، إلى كسر حاجز الصمت والمسكوت عنه، فهي تعتبر أن السينما أداة فعالة لتغيير المجتمعات. لذلك، تحكي في أفلامها قصصها الإنسانية الخاصة. قصص عاشتها عن قرب أو سمعت عنها، بطلاتها نساء، تعرضن للظلم والقمع و”الحكرة”، لمجرد أنهن نساء في مجتمع ذكوري، يعتبر حرية المرأة خطرا على فحولته. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*