“شفوعوت”… حين أوحي بالتوراة لبني إسرائيل 

يعتبر “شفوعوت”، الذي يحتفل به اليهود أواخر شهر ماي أو أوائل يونيو، واحدا من أهم أعيادهم الدينية، فهو من أعياد الحج الثلاثة مع عيد الفصح وعيد المظال، وهو اليوم الذي يخلد ذكرى منح التوراة لبني إسرائيل المجتمعة في جبل سيناء، وإعطاءها الوصايا العشر، رغم أن هذه الإحالة غير واردة بشكل صريح في التوراة. 

يحيل “شفوعوت” على نهاية عيد “العومر” وهو يرتبط أيضا بموسم حصاد الحبوب في فلسطين القديمة، كما كان اليوم الأول الذي يمكن إحضار الفاكهة أو القمح والشعير (الباكوريم) إلى هيكل سليمان في القدس، لذلك سمي أيضا بعيد “هابيكوريم” أو أول ثمار الحصاد.

يتناول اليهود في هذا اليوم، الذي يعتبر يوم عطلة رسمية، العديد من الأطعمة المشتقة من الألبان مثل الجبن والفطائر والحليب، ويبدأ خلاله الأطفال الصغار تعلم العبرية، ويتلى فيه سفر المزامير أثناء إقامة الصلاة لأن العديد من الروايات تؤكد أن النبي داود ولد ومات في “شفوعوت”، ودفن في جبل صهيون الذي يحج إليه اليهود من كل مكان بالمناسبة، كما توقد الشموع احتفاء بذكرى الموتى والذين رحلوا وطلبا لله بان يمنحهم الراحة والسكينة في العالم الآخر، وتزين البيوت والمعابد بالأشجار والزهور. 

ويعني “شفوعوت” أسابيع، لأنه يأتي بعد سبعة أسابيع من عيد الفصح اليهودي، مثلما تقول الروايات. ويتم الاحتفال به مدة يومين. أما معلمو “الكابالا” فيعتبرون هذا اليوم، بمثابة عرس تزوج خلاله الإله ببني إسرائيل ومنحهم التوراة. 

وفي الوقت الذي يخرج اليهود غير المتدينين إلى المنتزهات للاحتفال باعتبار أن اليوم عطلة، يحرص المتدينون اليهود على تلاوة الصلوات الطويلة في المعابد اليهودية عبر العالم، كما يصرون على الصلاة بحائط المبكى، الذي يطلق عليه المسلمون حائط البراق، حيث تحدث العديد من المناوشات بينهم وبين الفلسطينيين المسلمين، الذين يعتبرون أن إصرار اليهود على إقامة شعائرهم بهذه المناسبة في المسجد الأقصى، إهانة لهم ورغبة في تهويد القدس، خاصة حين يتعلق الأمر بمنظمة الهيكل التي تنظم زيارات جماعية للمسجد من أجل إقامة طقوس العيد، يعتبرها المسلمون مستفزة لعقيدتهم.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*