محمود شكوكو… الفنان المصري الذي أغضب إسرائيل

يحكى أن محمود شكوكو، “المونولوجيست” والفنان المصري الذي أدخل فكرة “الأراجوز” إلى أم الدنيا، أغضب إسرائيل بسبب اسم فيلمه “شمشون ولبلب”، الذي أنتج سنة 1952، ولعب بطولته عبد الوارث عسر وسراج منير، واعترضت الدولة العبرية على وضع اسم يهودي (شمشون) بطلا للفيلم، فاضطر إلى تغييره إلى “عنتر ولبلب”، بعد أن هددت برفع قضية في المحكمة الدولية، في الوقت الذي تقول رواية أخرى إن الاعتراض جاء من طرف الحاخام اليهودي في مصر آنذاك حايين ناحوم، والطائفة اليهودية المقيمة في مصر.  

لقب شكوكو، واسمه الكامل محمود إبراهيم إسماعيل موسى، ب”شارلي شابلن العرب”، لخفة دمه وقدرته على رسم الابتسامة والضحكة على الوجوه، بفضل قفشاته ونكاته الظريفة وجلبابه البلدي وعصاه وطربوشه المائل. ولد سنة 1912 بحي الجمالية الشعبي الشهير بالقاهرة، وعمل في بداية حياته بمجال النجارة،  المهنة التي ورثها عن والده وجده، وصنع بنفسه جهاز عروسه، قبل أن يوظف مهاراته في صناعة العرائس الخشبية، وتقديمها في مسرح العرائس، وكان أشهرها “الكونت دي مونت شكوكو”، لينتشر اسمه بعدها في مجال الفن ويصبح أشهر من نار على علم.

بداياته كانت بتقليد أصوات المطربين مثل محمد عبد الوهاب ومحمد عبد المطلب، قبل أن يلتحق بفرقة علي الكسار التي كان يقدم “مونولوجاته” في فترات الاستراحة بين فصل وآخر من مسرحية لها، قبل أن تفتح له الإذاعة المصرية أبوابها، ثم يؤسس فرقته الاستعراضية الخاصة التي انضمت إليها حينها الراقصة تحية كاريوكا وسميحة توفيق.  

اكتسب شكوكو ثروة مهمة من عمله في مجال الفن، فقد كان المطلوب رقم 1 لإقامة الأعراس والحفلات لدى علية القوم المصريين، إلى درجة أنه كان أول فنان مصري يقتني سيارة “بنتلي”، وهو ما أثار عليه حقد الأسرة الملكية في مصر، التي أجبرته على بيعها، لأنها كانت حكرا على الطبقة الأرستقراطية والأمراء والسفراء و”اللوردات”.

توفي شكوكو، الذي اشتغل كثيرا مع اسماعيل ياسين، سنة 1985 مخلفا عددا من الأعمال التي ستظل راسخة في ذاكرة الفن المصري والعربي، آخرها مسرحيته “زقاق المدق”. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*