مهرجان كناوة… التظاهرة الثقافية التي منحت الصويرة صفة العالمية

بدأ مهرجان كناوة صغيرا وبسيطا في مدينة مهمشة من مدن المغرب، كانت تستوطنها جالية كبيرة من أبناء الطائفة اليهودية المقيمة في المغرب، وعلى رأسهم المستشار الملكي أندري أزولاي، الذي كان وراء تمويل هذا المهرجان الذي منح مدينة الصويرة، ومعها المملكة، صفة العالمية.

ينظم المهرجان في يونيو من كل سنة (باستثناء فترة الجائحة التي توقف فيها مثل سائر التظاهرات الثقافية والفنية في العالم)، ويعرف تغطية إعلامية دولية واسعة، حيث يحج إليه عشاق الفن والموسيقى من مختلف أنحاء المعمورة، للاستمتاع بالأهازيج “الكناوية”، النابعة من العمق الإفريقي للمغرب، خاصة حين تمتتزج بإيقاعات موسيقى العالم.

يشارك في المهرجان، الذي تنظمه نائلة التازي، البرلمانية وسيدة الأعمال المغربية المعروفة، مئات “المعلمين” المعروفين في فن “كناوة” إضافة إلى فنانين من مختلف أنحاء العالم، يستقطبون سنويا حوالي نصف مليون زائر للمدينة، منذ أول دورة أقيمت سنة 1998.

لا تقتصر حفلات المهرجان على موقع أو منصة واحدة، بل يتم تنظيمها في أماكن مختلفة من مدينة الصويرة، منها ساحة الحسن الثاني التي توجد بين المدينة العتيقة وشاطئ البحر، والتي تستقطب أكبر عدد من المتفرجين والزوار إلى جانب منصة الشاطئ وبرج باب مراكش والزاوية العيساوية حيث تقام “الليلات” الاستثنائية التي يحييها كبار معلمي “كناوة”، ثم دار الصويري، وهو “رياض” قديم شيد سنة 1907 داخل أسوار المدينة القديمة وكان مقرا للسلطات الإقليمية في فترة الحماية الفرنسية ليصبح اليوم مقرا لجمعية “الصويرة موغادور” المنظمة للمهرجان، وفضاء مخصصا للعديد من الأنشطة الثقافية والفنية التي تقام على مدار السنة.

دأب المهرجان، منذ أول دوراته، على استضافة نجوم كبار، إضافة إلى شخصيات معروفة تحرص على حضوره كل سنة تقريبا، والمشاركة في ندواته المتعددة حول الثقافات والأديان والتسامح والتعايش وقوة الموسيقى والثقافة في التقريب بين الشعوب والحضارات ونبذ العنف والتطرف والإرهاب.

ساهم المهرجان أيضا، عبر السنوات، في تحريك العجلة الاقتصادية لمدينة الصويرة، التي أصبح لها صيت عالمي وأصبحت بفضله قبلة للسياح من جميع أنحاء العالم، على مدار السنة.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*