جوزيف معيمران… الصدر الأعظم الذي قتل في ظروف غامضة 

يعتبر جوزيف معيمران، من أبرز الشخصيات اليهودية في التاريخ المغربي. فهو لم يكن فقط تاجرا ثريا ومعروفا، أو رئيسا للطائفة اليهودية بالمغرب، بل تدرج في مناصب الدولة العليا، في عهد المولى إسماعيل، إلى أن تولى منصب الصدر الأعظم.

استطاع معيمران أن يكسب ثقة المولى إسماعيل حتى قبل أن يتولى هذا الأخير العرش. فقد وصله، عبر معارفه وعلاقاته الواسعة، خبر وفاة المولى الرشيد، فما كان منه إلا أن اقترح على المولى إسماعيل دعمه ماديا من أجل أن ينتقل الحكم له، لأنه كان يعتبره أكثر جدارة وكفاءة، بحكم شخصيته القوية وخبرته التي اكتسبها، فأعد له العدة والعتاد ليتوجه إلى مدينة فاس، حيث تمت له البيعة هناك.

كانت تلك بداية علاقة الصداقة بين معيمران والمولى إسماعيل، الذي منحه منصب خادم القصر، والمتحكم في جميع التعيينات التي تتم داخله، ومكلفا بالتفاوض مع الأجانب، اعترافا منه بجميله عليه، وهو ما جعله يحظى بسطوة كبيرة داخل البلاط الملكي، وحتى خارجه، مثلما يحظى بثقة كبيرة لدى السلطان، وهي الثقة التي بفضلها، استطاع أن يقدم العديد من الامتيازات لليهود المغاربة، الذين عين عددا كبيرا منهم في مراكز السلطة، مثلما ساعد على هجرة اليهود نحو العاصمة الإسماعيلية مكناس، حيث انتقل الحكم، وشجع على استقرارهم فيها بعد قيام السلطان بتوسيع الحي اليهودي وبناء حي آخر يستجيب لأعداد اليهود المتدفقة على عاصمة الملك آنذاك.

تضاربت الروايات حول وفاة معيمران. ففي الوقت الذي تقول مصادر إنه مات مقتولا من طرف بعض منافسيه، بسبب ما وصل له من حظوة لدى السلطان، أججت نيران الغيرة في القلوب، تؤكد مصادر أخرى أنه قتل على يد السلطان نفسه، بعد أن تخوف من نفوذه المتعاظم داخل البلاط، الذي اعتبره مهددا لمكانته وسطوته، إلى جانب استياء الفقهاء من الحظوة التي أصبحت له داخل البلاط، خاص أن الأمر يتعلق بيهودي يدير شؤون المسلمين. وبعد وفاته، تولى ابنه أبراهام، المهام نفسها داخل القصر، قبل أن يتم اغتياله، بدوره، في ظروف غامضة.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*