القفطان… الزي التقليدي المغربي الذي وصل إلى العالمية

بلغت سمعة القفطان المغربي الآفاق، واستطاع الوصول إلى العالمية، بعد أن استوحى كبار المصممين العالميين تشكيلاتهم منه ونجحوا في تسويقها بأعلى الأسعار، وعلى رأسهم إيف سان لوران وبالمان وجون بول غوتيي وكينزو وكريستيان لاكروا… وبعد أن أبهرت تصاميمه نجمات وشخصيات عالمية ظهرت به في أكثر من مناسبة مثل وزيرة الخارجية الأمريكية و السيدة الأمريكية الأولى السابقة هيلاري كلينتون، والنجمة إليزابيث تايلور الذي اختارته لصورتها على غلاف مجلة “فوغ” الشهيرة في سنوات الستينات، أو الفنانة الكبيرة سوزان ساراندون التي ارتدته بمهرجان مراكش الدولي للفيلم بمراكش وغيرهن… 

يختلف المؤرخون حول أصل القفطان. إذ تذكر مصادر أن أول ظهور له كان في عهد الدولة الموحدية، في القرن 12، في الوقت الذي ينسبه آخرون إلى الأندلس، بعد طرد الموريسكيين واستقرارهم بالمغرب، ويؤكد طرف ثالث أن أصوله عثمانية. 

 وكان يقتصر ارتداؤه على الرجال، إذ كان يمنحهم هيبة وجلالا، قبل أن يصبح لباس السلاطين المغاربة بامتياز، في عهد الدولة المرينية، وينتشر ارتداؤه في صفوف النساء أيضا في عهد الوطاسيين، حسب ما ذكره الحسن الوزان، أو ليون الإفريقي، في رحلته، ومنه انتقل إلى السعديين الذين كانوا يسمون القفطان “المنصورية” نسبة إلى السلطان المنصور الذهبي، ثم العلويين الذين ارتبط ظهورهم به بالمناسبات الكبرى التي تقام داخل القصر.

تغير شكل القفطان المغربي، على مر العصور. وإذا كان بالأمس، يرتدى في البيت، سواء بالنسبة إلى الرجل أو المرأة، أو للذهاب إلى المسجد أو التسوق (للرجال)، فارتداؤه اليوم أصبح حكرا على المناسبات الدينية والأعياد، أو على حفلات الزفاف والمهرجانات، حيث تحرص العديد من الفنانات المغربيات على الظهور به، اعتزازا بثقافتهن وهويتهن، وهو ما ساهم في انتشاره بشكل أكبر على مستوى العالم العربي. 

ويتم ارتداء القفطان المغربي، المطرز بخيوط الذهب و”السفيفة” و”العقاد” وغيرها من إبداعات الصانع التقليدي المغربي، مع أكسسوارات خاصة، على رأسها “المضمة” أو “المجدول” الخاص به، وهو حزام إما مصنوع من ثوب القفطان نفسه، أو من الذهب أو الفضة يمنحه رونقا خاصا.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*