“الشربيل”… “البابوش” المغربي ذو الأصول اليهودية

يعتبر “الشربيل”جزءا لا يتجزأ من ثقافة اللباس في المغرب وواحد من مكوناتها الأساسية. وهو إرث حضاري تختلف أشكاله وألوانه وتطريزاته مع اختلاف كل منطقة في المملكة، ارتبط في البداية بالعرائس، إذ يدخل، إلى اليوم، ضمن قائمة الهدايا او ما يسمى ب”الدفوع”، قبل أن يصبح موضة تساير العصر، يمكن ارتداؤه في الأيام العادية، مع “الجينز” الأمريكي، أو السروال العصري، مثلما يمكن ارتداؤه مع الأزياء التقليدية مثل “الجلابة” أو “التكشيطة” أو “القفطان”، في المناسبات والأعياد.

يرجع بعض المؤرخين أصل “الشربيل” إلى العثمانيين، الذين كانوا يطلقون عليه “شبريل” للدلالة على الأحذية الجلدية المسطحة وبدون كعب، الذين انتقل منهم إلى قصور سلاطين المغرب الذين تبنوه، وحاكوه بخيوط الذهب، وكان حكرا في البداية على نسائه وحريمه، قبل أن تتم دمقرطته على سائر الفئات الاجتماعية من أبناء الرعية، في الوقت الذي أكد مؤرخون آخرون، أن أصله أندلسي، واسمه مشتق من كلمة “شريلا”، ومنهم من جزم بأصله الأمازيغي واليهودي، إذ كان اليهود الأوائل الذين استوطنوا المغرب يرتدونه في الحروب. 

يتميز “الشربيل”، الذي اشتهرت بد مدينة فاس، بدقة صنعته وأناقته، حتى ولو كان بسيطا أو عاديا. وقد تمكن، مثله مثل القفطان المغربي، من أن يصل إلى العالمية، وتتبناه دور أزياء عالمية. وقد صنفته مجلة موضة ألمانية شهيرة، على عرش موضة الأحذية النسائية في صيف 2020. وقالت إنه يمنح الأقدام تهوية جيدة وإحساسا بالراحة، ويزهو بألوان وتطريزات جذابة، ويتناغم مع التنورة والفستان أيضا. وهو أنواع، إذ فيه المطرز بالحرير الخالص، أو بالذهب، والمنمق بخيوط الفضة أو النحاس، وتتفاوت أسعاره حسب جودة المواد المستخدمة في صنعه، إذ يبدأ ب6 أو 10 دولار، وقد تصل بعض أنواعه إلى 100 دولار. أما صناعته، فتتم من جلود الحيوانات مثل البقر والماعز، حيث تمر عملية التصنيع بدبغ الجلود أولا في دار الدباغ، وتلون حسب الألوان الأكثر طلبا من قبل الصناع التقليديين المتخصصين في تقطيع قطع الجلد وفقا لمقاسات محددة، وبأشكال مختلفة بحياكتها يدويا أو عن طريق ماكينات الخياطة.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*