“العيد الكبير”… طقوس وعادات مستمرة عبر قرون

احتفل المغاربة أمس الأحد بطقوس عيد الأضحى، الذي يحتل لديهم مكانة مقدسة، ويبذلون من أجله الغالي والنفيس، حتى في عز الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية. 

وفي الوقت الذي انتظر البعض منهم، مثلما جرت العادة منذ سنوات طويلة، أن يذبح أمير المؤمنين أولا، مباشرة بعد صلاة العيد، تخلى عديدون عن هذه العادة، وباشروا منذ الصباح الباكر إلى ذبح الخروف، قبل أن يصبح إيجاد جزار يقوم بذلك، مهمة مستحيلة، في ظل الإقبال الكبير عليهم من قبل العائلات، وهو ما قد يؤخر الاحتفالات بطقوس العيد كثيرا. 

وتحرص العديد من العائلات المغربية، على تحضير جميع أنواع الحلويات في عيد الأضحى، الذي يسمى في المملكة ب”العيد الكبير”، من أجل تقديمها إلى الزوار والضيوف والأقارب الذين يقومون بصلة الرحم في هذه المناسبة السعيدة، كما يحرصون على إعداد “بولفاف”، وهو قطع الكبد المشوية مع الشحم، الذي يقدم في الغذاء مع كؤوس الشاي المنعنع والخبز البلدي المعد في المنزل. أما في فترة المساء، فتقدم أطباق “التقلية”، في حين تعد بعض العائلات كتف الخروف مطبوخا مع الكسكس. 

ويخضع الخروف في اليوم الثاني لذبحه، لعملية تقطيع دقيقة، يتم من خلالها فرز اللحم المخصص للشواء، من جهة، و”الكوطليت”، من جهة أخرى، و”الملج” و”العنكرة”، ثم “الكرعين” التي تعد بهما وجبة لذيذة جدا، إضافة إلى “الكتف” ثم قطع اللحم التي تخصص لطبق “الحريرة” وهلم جرا، دون الحديث عن “الهيضورة”، أو جلد الخروف، الذي اعتاد المغاربة على استعماله على شكل “صلاية” قبل تراجع هذه العادة في السنوات الماضية. 

وتختلف عادات تناول لحم الخروف، وطقوسها حسب المناطق. فهناك أسر تفضل أن تطهو الرأس مع “البلبولة” أو الكسكس، في الوقت الذي تقدم أسر أخرى “الراس مبخر” صباحا، مع وجبة الفطور. هنا أيضا أسر تتناول “قضبان” اللحم المشوي مع الفطور، في حين تفضل أخرى أن تتركها للغذاء والعشاء. 

وفي الأيام الثلاثة التي تلي العيد، تحضر “المروزية” بقوة في موائد العائلات المغربية، وهي الأكلة التي يمتزج فيها الحلو بالمالح. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*