مولاي عبد الله أمغار… الإرث الثقافي اللامادي للمملكة الشريفة

يعتبر موسم “مولاي عبد الله أمغار”، الذي تم تسجيله تراثا لا ماديا مغربيا من طرف منظمة “الإيسيسكو”، واحدا من أهم التظاهرات الثقافية والدينية في المملكة، إن لم تكن أهمها على الإطلاق. 

يستقطب “الموسم”، الذي ينظم منذ مئات السنين بمولاي عبد الله، الذي يقع بين مدينة الجديدة وسيدي بوزيد، والذي كان معروفا قبل قرون باسم “رباط تيط”، مليوني زائر تقريبا لفعالياته السنوية، بين مواطنين مغاربة، وحتى أجانب، كما يحشد أكثر من 100 “سربة” في مجال “التبوريدة” تمثل أشهر القبائل إلى جانب أكبر تجمع للفرسان يصل إلى ألفين فارس.

وتخلد قبائل دكالة، من خلال هذا “الموسم”، ذكرى الولي الصالح مولاي عبد الله أمغار، الذي لم تتفق المصادر التاريخية حول هويته الحقيقية، هل هو إسماعيل جد أبي عبد الله أم أبو عثمان سعيد بن يحيى أو عبد الله بن أبي إسحاق أو أبي عبد الله الشيخ الجزولي، وكلهم يتحدرون من أسرة “أمغار”، التي تعني بالأمازيغية “كبير القرية” مثلما تفيد معنى “الجد” أو “الشيخ”، وهي الأسرة التي تعود أصولها إلى المدينة المنورة، انتقلت إلى المغرب بعد رؤيا صالحة رآها ثلاث إخوة منها، واستقرت بمناطق حاحة وشتوكة. 

يعرف “الموسم”، الذي يتم الاحتفال به على مدار 15 يوما كاملة، العديد من المظاهر الاحتفالية والأنشطة الثقافية والترفيهية التي تبدأ من الصباح الباكر، وتخصص لألعاب الفروسية وفن “التبوريدة”، الذي دخل أخيرا ضمن قائمة تراث “اليونسكو”، إضافة إلى الصيد بالصقور، الذي عرف به أهل المنطقة، وتنتهي بالسهرات الفنية الشعبية و”الحلقة”، في الفترة الليلية، دون الحديث عن الأنشطة الدينية التي تقام بضريح الولي الصالح ومسجده حيث تتلى الأمداح الصوفية ويرتل القرآن جماعة.

ويعد موسم “مولاي عبد الله أمغار” من أشهر “المواسم” في المغرب وأغناها، بحكم انتماءه إلى أغنى جماعة قروية في المغرب، إلى درجة أنه كان مصدر إلهام للعديد من الأغاني التراثية الشعبية المعروفة، التي تتغنى بها العائلات في الأعراس والمناسبات، وأشهرها أغنية “مولاي عبد الله” التي أدتها فاطنة بنت الحسين.   

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*