عبد الله الستوكي… رحيل آخر الصحافيين المحترمين

ولد عبد الله الستوكي، قيدوم الصحافيين المغاربة، الذي غادرنا أمس الثلاثاء بعد صراع مع المرض، سنة 1946، بمراكش، التي استمد منها روحه الساخرة وقفشاته التي ستظل خالدة لدى كل من عرفه. 

لم يدرس الستوكي الصحافة، لكنه تعلمها في الميدان، وصنع منه شغفه بها وحبه للمهنة، صحافيا كبيرا يقام له ويقعد، وقلما قويا ينتظر الجميع ما ستخطه أنامله المتمردة، هو الذي كان شيوعيا حتى النخاع، وتلقى تكوينه في موسكو، داخل اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي نفسه. 

كان الستوكي عضوا نشطا داخل الحزب الشيوعي المغربي، الذي تحول إلى حزب “التقدم والاشتراكية”، لكن علاقاته مع الأحزاب الأخرى، بمختلف توجهاتها، ظلت موجودة وقائمة ومستمرة، بحكم اشتغاله في الصحافة، ويحكمها الكثير من التقدير والاحترام لشخص الرجل، الذي ساهم في تأسيس مجموعة من المنابر الإعلامية الحزبية، من بينها جريدة “رسالة الأمة” التابعة لحزب الاتحاد الدستوري، وجريدتا “الميثاق الوطني” و”المغرب” المحسوبتين على حزب التجمع الوطني للأحرار. 

مر الستوكي من العديد من المنابر الإعلامية المحترمة، من بينها مجلتا “لاماليف” و”أنفاس”، قبل أن يشتغل في وكالة المغرب العربي للأنباء ثم يتولى بعدها رئاسة تحرير العديد من الصحف. 

كان “الرفيق” الستوكي، أو “السي عبد الله”، مثلما يناديه المقربون منه، مناضلا من أجل تحسين وضعية الصحافيين ورفع أجورهم حتى يمارسوا مهنتهم في ظروف محترمة تراعي وضعيتهم الاعتبارية. 

وإلى جانب عمله في مهنة المتاعب، تقلد الستوكي العديد من المناصب، إذ ترأس جمعية الصحافة الفرنكوفونية سنتين، كما عمل مستشارا بديوان الوزير الأول السابق أحمد عصمان، مؤسس حزب التجمع الوطني للأحرار، وبعدها بديوان وزير الدولة في الإعلام أحمد الطيبي بنهيمة، ثم لدى وزير الثقافة محمد علال سي ناصر.

ورغم أنه لم يحصل على شهادات جامعية عليا، ولا حتى الباكالوريا، إلا أن الستوكي عرف بثقافته الواسعة وبشغفه بالقراءة والاطلاع على جديد المكتبات، ومن هنا جاء تأسيسه دارا للنشر، كانت متنفسا للعديد من المبدعين المغاربة ومنحتهم الفرصة لنشر كتبهم وإبداعاتهم، وكان من بينهم الكاتب المغربي الكبير محمد خير الدين. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*