جسر ألنبي… المنفذ الوحيد للفلسطينيين نحو العالم

بني جسر ألنبي، أو جسر الملك حسين مثلما يسميه الأردنيون، سنة 1885، من طرف العثمانيين، وهو الجسر الذي يربط الضفة الغربية بالأردن ويستعمل كمعبر حدودي بينهما، ومنه يعبر الحجاج الفلسطينيون أو الإسرائيليون من أصول عربية مسلمة (عرب 48)، نحو مكة من أجل أداء مناسك الحج والعمرة. 

كان الجسر مبنيا في البداية من خشب الأشجار، قبل أن يتم ترميمه بالحديد المسلح بعد تعرضه لأضرار بالغة بسبب فيضان غمر المنطقة، ليتحول بعد ذلك إلى جسر اسمنتي أثناء الاحتلال البريطاني للمنطقة، بعد أن تم تدميره خلال الحرب العالمية الأولى، ويطلق عليه اسم ألنبي، تيمنا بالجنرال البريطاني إدموند ألنبي، ليسقط من جديد سنة 1927 بسبب زلزال نابلس ثم يعاد ترميمه من جديد، ثم يدمر خلال حرب 1967 ويعاد بنائه سنة 1968.

يلعب الجسر، الذي يطلق عليه أيضا اسم جسر “الكرامة”، دورا هاما في نقل البضائع والمؤن إلى فلسطين، وفي تأمين تحركات وتنقلات الفلسطينيين نحو باقي العالم. وقد أصبح، بعد معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية، نقطة العبور الرئيسية بين الأردن والضفة الغربية.

ويخضع العبور من الجسر إلى سلطات المطارات الإسرائيلية، المسؤولة عنه التي تشترط على السياح الحصول على تأشيرة دخول، في الوقت الذي يستعمله الفلسطينيون للذهاب إلى مطار الملكة علياء الدولي في عمان لأخذ الطائرة، لأن إسرائيل لا تسمح لهم بالطيران من مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب.وقررت السلطات الإسرائيلية فتح المركز الحدودي “ألنبي / الملك حسين “، أخيرا، بدون انقطاع، بفضل وساطة مباشرة للمملكة المغربية، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
هذه الوساطة التي قامت بها المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية مكنت من التوصل إلى اتفاق من أجل الفتح الدائم لهذا المعبر 24/7 ، الذي يشكل المنفذ الوحيد للفلسطينيين على العالم.
ومن شأن فتح هذا المعبر، الذي يقع على بعد خمسين كلم من العاصمة عمان، والذي يقصده الفلسطينيون بشكل كبير، أن ينعكس إيجابا على الحياة اليومية للفلسطينيين، ويسهل عملية تنقل الأشخاص والسلع بين فلسطين والعالم.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*