“الكيبا”… ارتداها اليهود بعد التوراة بزمن طويل وأصبحت شبه مقدسة لديهم

يعتبر ارتداء “الكيبا”، وهي عبارة عن غطاء صغير يضعه اليهود الأرثوذوكس والمحافظون على رؤوسهم، علامة على التقوى والتدين الشديد. فبالنسبة إليهم، لا يجوز ذكر اسم الله برأس مكشوف، كما لا تجوز الصلاة بدونه حسب تعاليم “الهالاخا”، التي خصصته للرجال، وفرضت على النساء ارتداء حجاب يغطي الشعر والرأس، ويشبه كثيرا حجاب المسلمين. ورغم أن النصوص القديمة للتوراة لم يرد فيها أي ذكر

ل”الكيبا” أو تحدثت عن ضرورة ارتداء غطاء لل بالنسبة إلى الرجال أو النساء، إلا بالنسبة إلى رجال الدين، الذين عليهم ارتداء قبعة أو عمامة أثناء الصلاة في الكنيس والمعبد، فقد اعتبرها حاخامات وعلماء دين يهود واجبة وضرورية على كل يهودي متدين، ومن بينهم الحاخام موسى بن ميمون، الذي فرضها على تلاميذه لأنه لا يجوز الصلاة بدونها، لكنه لم يقف كثيرا عند ضرورة ارتداءها خارج أوقات الصلاة والعبادة، إلا أنها تحولت إلى عادة مع مرور الوقت، أو الحاخام دافيد هاليفي سيغال، الذي اعتبر أنها ضرورية للتمييز بين اليهودي وغير اليهودي أو دافيد يوسف أزولاي، أحد المرجعيات الهالاخية عند اليهود السفارديم، الذي يعتبره فقط وسيلة إضافية لإظهار التقوى، في الوقت الذي يؤكد الحاخام عوفاديا يوسف أهميته وضرورته من أجل إظهار الانتماء إلى المجتمع المتدين.

ويرتدي اليهود “الكيبا” التي يمكن أن تتخذ أشكالا متنوعة وألوانا متعددة، ويشجعون أبناءهم على ارتداءها منذ سن صغيرة، للدلالة على التدين، ولغرس هذه العادة فيهم، رغم أنها ليست مقدسة، ورغم أن اليهود لم يبدؤوا في ارتداءها إلا بعد زمن طويل من نزول التوراة، وتحديدا في العصور الوسطى، حين أصدر أحد الحاخامات يدعى إسرائيل برونا، نصا شرعيا يعلن من خلاله أن رؤوس الرجال الحاسرة انتهاك للقوانين والتعاليم اليهودية، داعيا إلى تغطية الرؤوس دون الحديث عن تفاصيل حول نوعها وشكلها. ويرتدي اليهود المغاربة “الكيبا”، التي تعتبر رمزا دينيا، بشكل عادي في الشوارع بمختلف المدن المغربية، دون خوف من المسلمين الذين يحترمون مكانتها وقدسيتها لديهم مثلما يحترمون عقيدتهم.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*