“الكاشروت”… النظام الذي يجعل من أكل اليهود “حلالا”

يتبع اليهود نمطا معينا في الأكل يختلف عن باقي الديانات، ولو أنه يشبه الإسلام في بعض تفاصيله. فهم لا يتناولون أي طعام، ويحرصون على أن تكون متوفرة فيه مجموعة من الشروط ليكون “كوشير”، أي مناسبا أو حلالا يحق لليهود أكله.

ويتعلق الأمر بمجموعة من القوانين اليهودية المتعلقة بالأكل والشرب، يطلق عليها نظام “الكاشروت”. إذ لا يخلط اليهود في أكلهم بين الحليب ومنتجاته واللحوم ومنتجاتها. كما لا يأكلون الميتة والحيوان الذي لا يجتر مثل الخنزير أو الذي ليس له حوافر مشققة مثل الجمل والحصان والأرنب. كما أنهم لا يتناولون جميع أنواع الأسماك، مثل المحار والقمرون، إذ يشترط فيها أن تكون لها زعانف وحراشيف. كما لا يتناولون الحشرات، باستثناء الجراد، في حين يأكلون جميع أنواع الخضر والفواكه.

ولا يمكن للذبيحة أو “الشحيطة”، كما يطلق عليها اليهود، أن تكون “كوشير” إلا إذا تمت وفق طقوس معينة، كأن تتم مباركتها أولا وتسمية الله قبل ذبحها باستعمال سكين حادة ومرنة. وهي العملية التي تتم عن طريق قطع المريء والقصبة الهوائية قبل أن يتم إفراغ الذبيحة من دمها، لأنه محرم أكله، من خلال تمليحها ثم نقعها في الماء وشيها في مدة لا يجب أن تتجاوز 72 ساعة، حتى لا يلتصق الدم باللحم.

ويحرم على اليهود أكل الخبز الذي يحتوي على دهون محرمة أو تم تحضيره يوم السبت المقدس المعروف لديهم ب”شاباط”. كما أنهم مجبرون على طبخ الطعام في أوان مخصصة لهذا الغرض، يتم تنظيفها بماء شديد السخونة وتعريضها لدرجة حرارة عالية، من أجل التخلص من بقايا الطعام، فمثلا إذا تم طبخ اللحم في إناء معين، يجب التخلص من بقاياه من أجل استعماله لغلي الحليب على سبيل المثال، على اعتبار أن الخلط بينهما يخالف قوانين “الكاشروت”. 

ويتم الإشراف على إنتاج وتحضير “الكاشروت”، الذي يعمل به اليهود حرفيا منذ أكثر من 3000 سنة، من طرف حاخام أو رجل دين، يملك السلطة الدينية والحاخامية من أجل التأشير عليها بالموافقة وختمها “حلال”. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*