عيد العرش… التحام ملك وشعب

يكتسي عيد العرش، الذي يحتفل المغاربة غدا السبت بذكراه، أهمية كبيرة في قلوب المغاربة، الذين يعتبرونه مناسبة لتجديد أواصر اللحمة الوطنية وتجديد البيعة لجلالة الملك محمد السادس، الذي يكن له المواطنون محبة خاصة منذ اعتلائه العرش في 30يوليوز 1999.

بدأ الاحتفال بهذا العيد في عهد السلطان محمد الخامس، وكان المغرب حينها تحت الحماية الفرنسية، وقد كان ذلك بالضبط منذ الذكرى السابعة لجلوسه على عرش أجداده الميامين، وذلك بقرار من الوزير القوي محمد المقري أشر عليه المقيم العام الفرنسي آنذاك هنري بونسوت، بعد ضغط من رجال المقاومة والحركة الوطنية.

وقد تحول العيد، من مناسبة لتنظيم الحفلات الموسيقية في مختلف مدن ومناطق المغرب، إلى فتيل أشعل نار المقاومة وثورة الملك والشعب على النظام الاستعماري الغاشم الذي كان يجثم على صدور المغاربة.

تتخلل الاحتفالات بعيد العرش طقوس معينة دأب جميع الملوك المغاربة على اتباعها منذ السلطان المغفور له محمد الخامس. ففي هذا اليوم، يطل الملك على الشعب في خطاب تلفزيوني، يتم خلاله جرد ما تم إنجازه من مشاريع، وما يتم التحضير له في المستقبل من رؤى وتطلعات وطموحات. 

خلال هذه المناسبة أيضا، يتم تقليد العديد من الشخصيات الأوسمة والنياشين، وتقام مأدبة عشاء يحضرها كبار الشخصيات من رجال الدولة والسفراء الأجانب.

ويعتبر حفل الولاء، أهم هذه الطقوس، إذ يمتطي الملك صهوة جواده ويرتدي الزي التقليدي ويتبعه خدام القصر والفرسان، يسير أمام الوفود التي جاءت من كل المدن والمناطق من أجل تجديد البيعة والولاء لجلالته في “المشور السعيد” بالعاصمة المغربية الرباط.

وألغى القصر الملكي جميع الاحتفالات بعيد العرش هذه السنة أيضا، بسبب جائحة “كورونا” مثلما أكد بلاغ من الديوان الملكي، في الوقت الذي اختار عدد من المواطنين المغاربة نشر واقتسام وسم “الشعب يبايع ملكه” على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، تعبيرا منهم على ولاءهم وتجديدهم لعهد البيعة، خاصة أن الاحتفالات هذه السنة تأتي في سياق حساس جدا، تطبعه الكثير من الحروب الخفية التي تشنها على المغرب جارتنا الشرقية الجزائر وجنرالاتها “الكابرانات”. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*