سلمان رشدي… كاتب “الآيات الشيطانية”

كتب الروائي والكاتب الهندي سلمان رشدي، العديد من الروايات، لكن اسمه لم يعرف الانتشار إلا بفضل روايته “آيات شيطانية”، التي أهدر دمه بسببها منذ أكثر من أربعين سنة، بسبب فتوى لآية الله الخميني، المرشد الروحي الإيراني، أصدرها في 1980، ورحل عن الدنيا تاركا أتباعا أبوا إلا أن يطبقوها بحذافيرها. لذلك عاش رشدي حياته كاملة، ومنذ ذلك الوقت، في الخفاء والسرية، محاطا بحراسة أمنية مشددة تتبعه أينما حل وارتحل، خوفا على سلامته الجسدية وسلامة عائلته.  

يجمع رشدي في أعماله، الحاصلة معظمها على جوائز أدبية عالمية، من بينها “البوكر”، بين الخيال التاريخي والواقعية، ويسكنه هاجس الهجرات والتلاقحات بين الحضارات الشرقية والغربية، كما يعنى بانتقاد المجتمعين الهندي والإسلامي، خاصة في روايته المثيرة للجدل التي صور فيها شخصية الرسول محمد بطريقة اعتبرها العديد من المسلمين مسيئة لنبي الإسلام، ونشرت في ثمانينيات القرن الماضي.

ولد سلمان رشدي في مومباي تعود أصول سلمان رشدي إلى منطقة كشمير. وهو الابن الوحيد لأسرة تتكون من الأب أنيس رشدي الذي كان يشتغل في مجال المحاماة قبل أن يتحول إلى رجل أعمال، والأم نيجين بهات، التي كانت تعمل في مجال التدريس. تلقى تعليمه في مدارس مومباي، قبل أن يكمل دراسته في بريطانيا حيث تخصص في التاريخ بجامعة كامبردج، ليعمل بعد تخرجه في مجال الإعلانات، قبل أن يتفرغ للكتابة.

إلى جانب الجوائز المتعددة التي حصل عليها، انتخب رشدي عضوا للجمعية الملكية للأدب، التي تعتبر من أرقى الجمعيات الأدبية في بريطانيا، كما حصل على وسام الفنون والآداب الفرنسي في 1999، إضافة إلى لقب فارس الذي منحته له الملكة إليزابيث الثانية في 2007 بفضل خدماته في مجال الأدب، كما صنفته صحيفة” ذو تايمز“في 2008، في الرتبة الثالثة عشر ضمن قائمتها لأفضل 50 كاتبا بريطانيا منذ 1945. 

منحت كتابات ومحاضرات سلمان رشدي الرجل مكانة أدبية عالية في جميع بلدان العالم. لذلك، ندد رؤساء الدول أنفسهم، من فرنسا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بالفعل الإجرامي الذي تعرض له أخيرا، والذي كاد يتسبب في موته، بعد أن طعنه متطرف وهو يلقي محاضرة بإحدى جامعات نيويورك. 

إضافة إلى كتبه ورواياته، ومن بينها “”أطفال منتصف الليل” و”غريموس” و”العار” و”ابتسامة جاغوار” و”غضب”، ألف رشدي، المتأثر ببورخيس وغانتر غراس وجيمس جويس، ونشر العديد من القصص القصيرة إضافة إلى المقالات الصحافية في عدد من الجرائد المرموقة، إضافة إلى مذكراته التي نشرها في 2012 تحت عنوان “جوزيف أنطون: مذكرات”.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*