مناحيم بيغن… صانع الحرب والسلام

دخل اسم مناحيم بيغن، رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل، الذي احتفلت إسرائيل أخيرا بذكرى ميلاده، التاريخ، حين وقع على أول اتفاقية سلام بين إسرائيل ودولة عربية، هي مصر، ومد يده لمصافحة أنور السادات، فاستحق جائزة “نوبل” للسلام، التي حصل عليها مناصفة مع الرئيس المصري الراحل.

ولد بيغن سنة 1913 في روسيا البيضاء حيث تلقى تعليمه قبل أن يسافر إلى بولندا لمتابعة دراسته في مجال القانون بجامعة “وارسو”. وكان منذ تلك الفترة متشبعا بالعقيدة الصهيونية مؤمنا بضرورة تأسيس وطن قومي لليهود على أرض فلسطين، وهو ما ناضل من أجله سنوات طويلة، قبل أن ينتقل من النضال إلى العمل السياسي ويعمد إلى تأسيس حزب “الليكود” بعد قيام دولة إسرائيل، ويتم انتخابه في “الكنيست” ثم يصبح بعد ذلك سادس رئيس وزراء في تاريخ الدولة العبرية سنة 1977.

سجن مناحيم بيغن في سيبيريا خلال الحرب العالمية الثانية، وحكم عليه بالأشغال الشاقة من طرف السوفيات بتهمة “التآمر الصهيوني البرجوازي على الثورة”، وأطلق سراحه بعد اجتياح النازيين للاتحاد السوفياتي، فهاجر مباشرة بعدها نحو فلسطين.

ساهم بيغن في التشجيع على هجرة اليهود من مختلف أنحاء العالم نحو أرض الميعاد، كما قدم العديد من الخدمات من أجل دولته، فإلى جانب اتفاقية “كامب ديفيد” للسلام بين مصر وإسرائيل، كان وراء قصف المفاعل النووي العراقي في 1981 وقام باحتلال جنوب لبنان سنة بعدها، كما قاد مذبحة “دير ياسين” قبل أن يقدم استقالته من رئاسة الوزراء سنة 1983 بعد وفاة زوجته عاليزا، واكتئابه، وعجزه عن أداء مهامه الحكومية، خاصة أنه كان قد تجاوز السبعين من عمره، وتدهورت حالته الصحية، ليقضي بعد ذلك ما تبقى من حياته معتكفا في بيته، نادرا ما يظهر في مناسبة خاصة أو عامة إلى حين وفاته بسكتة قلبية في مارس 1992 في أورشليم. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*