عبد الحق الخيام…  رحيل أمني من الطراز الرفيع

يعتبر عبد الحق الخيام، الذي رحل عن دنيانا قبل أيام قليلة، واحدا من أبرز الشخصيات الأمنية في مملكة محمد السادس. فهو إلى جانب مناصب المسؤولية المتعددة التي تقلدها، كان له دور مهم في تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية التي كانت تنشط داخل وخارج التراب المغربي، وتهدد أمن البلاد والعباد، وهو ما منحه مصداقية وثقة كبيرة من لدن أعلى السلطات. 

كان للرجل، الذي ولد بمدينة الدار البيضاء وتوفي أخيرا بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 64 سنة، مسار مهني مشرف في مجال الأمن والمخابرات. تخرج من المعهد الملكي للشرطة قبل أن يتدرج في عدة مناصب في الجهاز الأمني، إلى أن وصل فيه أعلى المراتب، إذ اشتغل بمصالح الشرطة القضائية بعدة مناطق أمنية بالدار البيضاء، قبل أن يتم تعيينه كرئيس للفرقة الوطنية للشرطة القضائية، في 2004، وهي فترة في غاية الأهمية والحساسية، إذ جاء مباشرة بعد مع الهجمات الإرهابية ل16 ماي التي استهدفت مدينة الدار البيضاء. 

في يناير من سنة 2015، تمت ترقية عبد الحق الخيام إلى مرتبة والي أمن، ثم مديرا للمكتب المركزي للأبحاث القضائية بمدينة سلا، المعروف اختصارا ب”البسيج”، والذي قاده بقبضة من حديد، منذ تأسيسه في السنة نفسها إلى غاية نونبر 2020، حين تم إعفاؤه من منصبه على بعد أشهر فقط من بلوغه سن التقاعد، وتعويضه بنائبه حبوب الشرقاوي، لأسباب قيل إن لها علاقة بخرجة له “غير محسوبة العواقب”، إذ ظهر في “فيديو” لا تتجاوز مدته 30 ثانية، وهو يحتفل بفريقه المفضل الرجاء البيضاوي، أثناء فوزه بأحد الألقاب الكروية، محاطا بعدد من أصدقاءه، يلتقطون صورة مع كعكة خضراء ويسخرون من فريق الوداد البيضاوي، الغريم التقليدي للرجاء، دون التزام بارتداء الكمامات مثلما تنص عليه الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس “كوفيد 19″، حينها. وهو ما اعتبر خرقا للقانون ولمبدأ الحياد والتحفظ  المفروض أن يلتزم به رجل الأمن. 

انتقل الخيام بعد ذلك للاشتغال مستشارا بالمديرية العامة للأمن الوطني التي يقودها عبد اللطيف الحموشي.   

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*