سعاديا مارسيانو… ابن وجدة الذي ناضل من أجل اليهود الشرقيين 

ولد سعاديا مارسيانو سنة 1950 بمدينة وجدة بالمنطقة الشرقية للمغرب، قريبا من الحدود الجزائرية. وهاجر رفقة عائلته نحو أرض الميعاد وهو ما يزال رضيعا لم يكمل عامه الأول، حيث استقروا في حي شعبي بسيط بمدينة القدس يدعى مسرارة، حيث تجمع عدد كبير من اليهود القادمين من الدول العربية والشرقية، والذين كانوا يعيشون في ظروف عيش مزرية، دون أن تلتفت الحكومة الإسرائيلية إلى مشاكلهم أو معاناتهم. 

هو واحد من أشهر المناضلين السياسيين اليساريين والناشطين الحقوقيين في إسرائيل. وكان واحدا من أكبر زعماء ومؤسسي حركة “الفهود السود” الإسرائيلية، وهي الحركة التي قادها مطلع سنوات السبعينات رفقة عدد من اليهود الشرقيين من أبناء الأحياء السكنية الفقيرة في تل أبيب والقدس، والتي كانت تطالب بالمساواة بين يهود إسرائيل الشرقيين واليهود الغربيين، الذين كانوا يتعاملون معهم بكثير من العنصرية. بل هو من كان وراء اختيار اسم الحركة رغبة منه في استفزاز رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك غولدا مائير، حسب ما يحكيه عدد من رفقاءه في “الفهود السود”.

اشتهر سعدايا داخل المجتمع الإسرائيلي بعد تعرضه لضربة في العين من قبل ضابط شرطة إسرائيلي خلال مظاهرة كان يشارك فيها رفقة نشطاء من الحركة  التي عرفت بسرقة قوارير الحليب من الأحياء السكنية التي يقطنها الأغنياء، ومنحها لفقراء إسرائيل.

ترشحت الحركة، التي استمدت اسمها من اسم حركة شبيهة للسود الأمريكيين تناهض ضد العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى الانتخابات في 1977، تحت اسم حزب “الفهود”. وكان اسم مارسيانو، ضمن الخمس الأوائل على القائمة. وقد تمكن من دخول الكنيست في ماي 1980 بعد فوز حزبه بمقعدين. لكنه استقال سنة بعد ذلك، ليؤسس حزبه “المساواة في إسرائيل”، لكنه فشل في إعادة انتخابه. رغم ذلك، ظل يناضل على أرض الميدان ويشارك في العديد من التظاهرات الاجتماعية والحقوقية، إلى أن ترشح مرة أخرى في 1997 رفقة حزب العمل، لكنه حل في المرتبة 37، ليكون ذلك آخر عهد له بالسياسة والانتخابات إلى حين مرضه ووفاته.  

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*