معاداة السامية… عنصرية تجاه اليهود

استعمل مصطلح معاداة السامية لأول مرة من طرف باحث ألماني لوصف موجة العداء تجاه اليهود في أوربا خلال القرن 19 والتعامل معهم بعنصرية، سواء تعلق الأمر بالتعبير عن الكراهية تجاههم أو التمييز أو تعريضهم للعنف أو التقتيل.

وتجسد العديد من الحوادث التاريخية معاداة السامية تجاه اليهود، مثلما وقع في مجازر راينلاند التي سبقت الحملة الصليبية الأولى سنة 1096 وطردهم من بريطانيا بمرسوم ملكي سنة 1290 أو محاكم التفتيش الإسبانية التي نتج عنها طردهم من الأندلس بعد أن قتل عدد كبير منهم أو اضطروا إلى تغيير ديانتهم، دون الحديث عن مجازر القوقاز في أوكرانيا وقضية درايفوس الشهيرة في فرنسا أو المحرقة خلال العهد النازي… لكن أصول معاداة السامية تعود إلى العهد الذي اتهمت فيه المسيحية اليهود بقتل يسوع واضطهاد تلاميذه، وهي التهمة التي بسببها طردوا من أوربا الغربية نحو شرقها ووسطها أو إلى بلدان المغرب الكبير.

بلغت معاداة السامية أوجها في عهد الزعيم الألماني النازي أدولف هتلر الذي شجع على طرد اليهود من ألمانيا واعتبارهم غير ألمان ومقاطعتهم وحرق كتبهم، كما سن العديد من القوانين المعادية لليهود معتبرا الجنس السامي أدنى من العرق الآري الذي ينتمي إليه شعب الألمان. فبدأت موجة تدمير المعابد اليهودية والمتاجر التي يمتلكها اليهود في كل من ألمانيا والنمسا قبل أن يتحول الأمر إلى إبادة جماعية.

عانى اليهود من معاداة السامية أيضا في المجتمعات الإسلامية التي عاشوا فيها، ولو أنها كانت بنسبة أقل مما وقع لهم في أوربا. إذ تم فرض زي خاص بهم لتمييزهم عن باقي الديانات كما ألزموا بالعيش في أحياء خاصة بهم تشبه “الغيتوهات” لمنع اختلاطهم مع المسلمين، إلى أن قامت دولة إسرائيل سنة 1948 فزادت موجة العداء تجاههم مما اضطرهم إلى الهجرة نحو أرض الميعاد، تاركين بيوتهم وأموالهم، خاصة بعد أن بدأ بعض شيوخ المسلمين يحرضون ضدهم ويصفونهم بحفدة القردة والخنازير.

وتعود أصول السامية إلى سام بن نوح، وهي تشمل جميع الأمم التي من نسله، ومنها العرب أيضا.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*