نور الدين بكر… كوميدي من زمن الفكاهة الراقية

يعتبر نور الدين بكر، الذي رحل عن دنيانا قبل أيام، بعد معاناة مع مرض السرطان، واحدا من أهم وأشهر الممثلين الكوميديين في المغرب. ولد بمدينة الدار البيضاء سنة 1952 ونشأ بين أزقة حي درب السلطان الشعبي الشهير، حيث كان مفتونا بالفن والأضواء وأفيشات الأفلام منذ صغر سنه. أما أصوله فتعود إلى منطقة آيت باها بالجنوب المغربي.

كانت بدايته في الستينات من القرن الماضي حين لعب دور طفل خادم في مسرحية تحت عنوان “دار النسيان” مع فرقة “الأخوة العربية” وعمره لا يتجاوز عشر سنوات. 

لم يتعلم التمثيل ولا درس فنونه، لكنه كان موهوبا بالفطرة، وهو ما ظهر منذ مشاركاته المسرحية الأولى مع الفنان الراحل عبد العظيم الشناوي قبل أن يشتغل سنوات مع عميد المسرح المغربي الطيب الصديقي، لكن شهرته ونجوميته عاشها مع فرقة “مسرح الحي” التي ظهرت في تسعينيات القرن الماضي، والتي شارك معها في مسرحيات خالدة في ذاكرة الجمهور المغربي، من بينها “شرح ملح” و”حب وتبن”. 

تألق الراحل نور الدين بكر في السينما وعلى شاشة التلفزيون أيضا، ومنه دخل إلى قلوب المغاربة، خاصة من خلال أعمال درامية ناجحة مثل “سرب الحمام”، المسلسل الشهير الذي لعب بطولته رشيد الوالي، إضافة إلى العديد من المسلسلات و”السيتكومات”، ومن بينها “المصابون” و”السراب” و”مقطوع من شجرة” و “ساكن ومسكون” و”زنقة السعادة” الذي كان آخر أعماله.

عرف عن بكر خفة دمه، التي يغلفها أحيانا ببعض من عنف شفهي وسلاطة لسان لم تمنع أصدقاءه وزملاءه من اعتباره أخا وصديقا رائعا. عاش حياة بوهيمية كان كل اهتمامه فيها مركزا على الفن، أكثر من تركيزه على المال. 

اشتهر نور الدين بكر بلكنته المميزة، وبتقليده لطريقة نطق الأمازيغ للدارجة المغربية، التي كانت تثير ضحك المشاهدين والجمهور، مما جعل العديد من المخرجين يسندون له نفس الدور الذي ظل يتكرر في العديد من أعماله، رغم أن الرجل طاقة إبداعية تحتاج من يستكشف أغوارها. لم يكن يحتج، بل كان يشتغل في صمت ويقبل جميع الأدوار.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*