كنيس كهال… تاريخ يهودي في أصيلة 

تم تأسيس كنيس كهال، الذي تم ترميمه أخيرا بمبادرة من الجماعة الإسرائيلية بطنجة، وبدعم من ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة، سنة 1824 بالمدينة القديمة لأصيلة، المدينة الصغيرة والهادئة، الواقعة في شمال المغرب. 

يقع الكنيس، الذي تم افتتاحه أخيرا للعموم، بشارع “الخرازين”، المعروف بأنشطته التجارية والذي يعتبر واحدا من الأحياء الأكثر شهرة بالمدينة. وقد ظل مهملا لسنوات طويلة، خاصة بعد مغادرة يهود المنطقة المغرب نحو بلدان أخرى، من بينها أرض الميعاد إسرائيل، قبل أن يقرر أبناء الطائفة اليهودية بأصيلة والجماعة  الإسرائيلية بطنجة، إعادة ترميمه وتأهيله، وهو المشروع الذي استغرق مدة ثمانية أشهر. 

وتأتي إعادة ترميم الكنيس في إطار المشاريع التي تهدف إلى الحفاظ على التراث اليهودي لجهة الشمال عموما، وأصيلة بشكل خاص، وتماهيا مع المبادرة الملكية التي أطلقها الملك محمد السادس في العديد من مدن المملكة، بهدف إعادة تأهيل العديد من المعابد والمقابر اليهودية، والحفاظ على التراث العبري الذي اعتبره الدستور مكونا هاما من المكونات الثقافية والحضارية للمغرب.

وكان الملك محمد السادس أطلق منذ أكثر من 11 سنة، العديد من المبادرات والمشاريع والبرامج من أجل ترميم وإعادة تأهيل مئات المعابد والمقابر ومواقع التراث اليهودي كما أعاد الأسماء الأصلية لبعض الأحياء اليهودية، التي تغيرت خلال عهد الاستعمار وبعده. إذ تم تجديد وترميم وإصلاح أكثر من 15 معبدا يهوديا وأكثر من 160 مقبرة يهودية وأكثر من 630 مكانا مقدسا لدى اليهود، استعدادا لعودتهم إلى أرض أجدادهم، سواء للزيارة أو الإقامة، خاصة بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل.

ويبلغ عدد المزارات اليهودية في المغرب نحو 300 مزار، عدد كبير منها أضرحة لشخصيات دينية يهودية، مثل رافائيل النقاوة في سلا وأولاد بنزميرو السبعة في آسفي، فيما أزيد من 100 مزار عبارة عن ظواهر طبيعية، كشجرة الزيتون في فاس، أو بحيرات أو حجارة كبيرة أو كهوف. كما تتميز بعض المزارات اليهودية بالمغرب باستقطاب اليهود والمسلمين على السواء.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*