لم تكن ليلة الخلاص المباركة، التي أحياها ربي يوشياهو يوسف بينتو شليتا، أمس الثلاثاء بملعب ياد إلياهو بمدينة تل أبيب الإسرائيلية، عادية مثل غيرها من الليالي الدينية المقدسة، بل كانت ليلة استثنائية بكل المقاييس، ليس فقط بحجم الجمهور الحاشد الذي حضرها بكثافة، بل بقوة المشاعر الجياشة التي استأثرت بالحاضرين ونبل الرسائل التي تم إلقاؤها وتوجيهها من طرف الحاخام الشهير والمحبوب عبر العالم، والتي شددت على ضرورة التحلي بأخلاق التسامح والمودة ومحبة الآخر، من أجل أن تسمو الأرواح فوق عالم الماديات، وتقترب من تعاليم الخالق العظيم.
وقد كان الاستقبال الحافل للحاخام بينتو، الذي غاب شهورا عن إسرائيل، بعد أن كان في جولة أخيرا في العديد من الولايات والمدن الأمريكية، دليلا على حجم المحبة والتقدير والتبجيل والاحترام الذي يكنه له مريدوه وتابعوه، الذين حضروا من مختلف أنحاء العالم، من أجل المشاركة في هذه الاحتفالية الكبرى والحدث المقدس، الذي ينظمه ربي بينتو على بعد أيام من “روش هاشاناه”، رأس السنة العبرية الجديدة.
واقشعرت الأبدان بمجرد بدء تلاوة أسفار التوراة، التي شارك فيها أكثر من 30 ألف شخص حضروا هذه المناسبة، ثم حين ألقى ربي بينتو دروسا دينية حول “الكابالا”، قبل أن يتم ترديد الترانيم والأناشيد الدينية الخاصة بهذا الحدث، بصوت جماعي مشترك، وتحت قيادة الأوركسترا الموسيقية للفنانين أبراهام فرايد ويوفال تايب.
وعرفت التظاهرة الحاشدة، التي كانت أشبه بمهرجان احتفالي ديني، افتتاح سفر من التوراة تمت قراءته ترحما على ضحايا كارثة “لاغ بعومر” بميرون، كما شكلت مناسبة لقراءة كتب “الزوهار” المقدسة، واستذكار تعاليم توراة النبي موسى، بحضور العديد من أكبر وأشهر حاخامات إسرائيل، ومن بينهم والد ربي بينتو وابنه وبعض أفراد عائلته التي تعتبر واحدة من أكبر سلالات الحاخامات اليهود.
وجن جنون الحشود الحاضرة في هذه التظاهرة، حين اقترب منها الحاخام بينتو، ليلقي عليها التحية والسلام، إذ توافد العديدون من أجل الاقتراب منه ولمس ثيابه وتقبيل يديه الكريمتين وسماع صوته والحصول على بركته.
قم بكتابة اول تعليق