يحتفل الشعب اليهودي ب”روش هاشاناه”، أو رأس السنة العبرية الجديدة، التي تصادف هذه السنة العام 5783 حسب التقويم العبري، وهي المناسبة التي تستمر يومين متتالين، على اعتبار أن السنة العبرية سنة قمرية، وبالتالي يصعب التنبؤ برأس السنة الفعلي، لذلك يتم الاحتفال به مدة يومين.
ويحتفل اليهود بالسنة الجديدة من خلال إقامة الصلوات التي تستمر لساعات طويلة، عكس الأيام العادية، يتم خلالها الدعاء بأن تكون السنة المقبلة سنة خير ونماء على الأسرة والشعب اليهودي كافة، وتطلب فيها التوبة والمغفرة من الخالق، الذي يجدد أحكامه على العبد كل سنة، ويغفر له كل الخطايا والذنوب التي ارتكبها، كما أنه اليوم الذي تنطلق فيه الأيام العشرة التي تسمى حسب الشريعة اليهودية ب”أيام التوبة”، والتي تبدأ منذ يوم رأس السنة وتنتهي في يوم الغفران أو “عيد كيبور”.
ويتم بهذه المناسبة تبادل باقات الزهور ونباتات الزينة، خاصة منها زهرة السحلبية التي يلقبها اليهود ب”ملكة الأزهار”، كما يتم تناول بعض الأطعمة التقليدية مثل العسل والتفاح والتمر والرمان، المذكورة في التلمود، تفاؤلا بسنة جديدة سعيدة وأكثر رخاء، إضافة إلى خبز “الرقاق” ورؤوس السمك والقرع والفاصوليا والسبانخ، لدى بعض الفئات من اليهود، الذين يختلف طعامهم في هذه المناسبة حسب أصولهم والمناطق التي أتوا منها واستقروا فيها.
ويتم أيضا خلال السنة العبرية الجديدة القيام بتقليد متوارث منذ قرون طويلة، وهو عادة النفخ في الشوفار أو البوق، والذي يرمز إلى عظمة الإله الذي تجلى لقوم اليهود في جبل سيناء وإعلانه ملكا على العالمين.
واعتاد اليهود في هذا اليوم الذهاب إلى البحيرات أو البحر أو أي مكان فيه مصدر للمياه، حيث يتلون دعاء التخلص من الذنوب وكأنها ألقيت في البحر أو في النهر، كما اعتادوا إشعال الشموع وتلاوة الأناشيد والترانيم والأسفار والنصوص التوراتية.
ويعتبر بعض اليهود أن العديد من الأحداث الهامة في تاريخهم وقعت في كثل هذا اليوم، ومن بينها خلق آدم وأكله من شجرة المعرفة المحرمة ووضع سيدنا إبراهيم ابنه إسحاق قربانا للرب.
قم بكتابة اول تعليق