استطاعت الفنانة زهرة هندي أن تصل إلى العالمية، من خلال التشبث بإرثها الثقافي المغربي، وحرصها على التمسك بهويتها الأمازيغية وأصولها، التي تظهر جلية في اختياراتها الغنائية، التي تمزج فيها اللغة الإنجليزية بلغة “تامزغا”.
ولدت زهرة بمدينة خريبكة سنة 1979، لعائلة فنية بامتياز. عاشت سنوات طفولتها مع والدتها، التي كانت مغنية معروفة في قريتها الأمازيغية، قبل أن تنتقل إلى باريس للعيش مع والدها بعد أن تركت صفوف الدراسة وعمرها لا يتجاوز 15 سنة، وقررت أن تصقل مواهبها بنفسها في مجال الموسيقى والفن والغناء والكتابة، إضافة إلى التلحين والعزف على العديد من الآلات.
تمكنت زهرة من بلوغ النجاح الذي كانت تصبو إليه، بطريقة عصامية وذكية في الوقت نفسه. إذ كانت اختياراتها للأغاني ومواهبها المتعددة طريقها نحو الشهرة والانتشار في فرنسا وبعدها الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما فتح المجال واسعا أمامها للتعاون مع علامات شهيرة مثل “ويسترن يونيون” التي وقع اختيارها على أغنيتها “ستاند آب” من أجل حملة تجارية إشهارية، ومكنها من الحصول على العديد من الجوائز الدولية مثل جائزة “كونستانتين” وجائزة “فيكتوار دو لا موزيك”.
تأثرت زهرة هندي، التي يشبهها الكثيرون بنورا جونز أو بيلي هوليداي، بفنانات كبيرات من بينهن الشيخة الريميتي، من الجزائر، وكوكب الشرق أم كلثوم، إضافة إلى أريثا فرانكلين وجيمس براون وتوباك، دون أن ننسى موسيقى “الروايس” الأمازيغ وإيقاعاتهم التي تحضر بقوة، إلى جانب موسيقى “الجاز” أو “الريغي” أو “الروك”، في العديد من أغانيها، مثل “إميك س إميك” التي وصلت ملايين المشاهدات عبر موقع “يوتوب”.
تدور كلمات أغانيها التي تكتبها بنفسها حول مواضيع تحقيق الذات والحب والحنين، وتعبر من خلالها عن قوة وصلابة المرأة المغربية الأمازيغية، في صراعها مع الحياة والمجتمع الأبوي، تؤديها بصوتها الجميل المليء بالكثير من الشجن والحزن الذي يخيم على إحساسها.
إلى جانب الموسيقى والغناء، مثلت زهرة هندي في العديد من الأفلام السينمائية، من بينها “ذو نارو فريم أوف ميدنايت” لتالا حديد و”ذو كات” لفاتح أكين.
قم بكتابة اول تعليق