المفوضية الأمريكية بطنجة… أول مقر دبلوماسي لأمريكا في المغرب

تعتبر المفوضية الأمريكية، التي يوجد مقرها بطنجة، أول مقر دبلوماسي للولايات المتحدة الأمريكية في المغرب، كما أنها أول بناية تمتلكها الحكومة الأمريكية خارج التراب الأمريكي، وبالتالي، فهي أقدم ملكية دبلوماسية أمريكية في العالم.

يعود تاريخ نشأة المفوضية إلى مائتي سنة مضت. وقد كانت عبارة عن هدية منحها السلطان المغربي مولاي سليمان سنة 1821 لتكون مقرا للبعثة الدبلوماسية الأمريكية في المغرب، تعبيرا منه عن قوة الصداقة التي تجمع المملكة الشريفة بهذا البلد الذي كان فتيا حينها، ولم يصبح بعد أقوى دولة في العالم، مثلما عليه الحال اليوم، وتجسيدا لمعاهدة الصداقة المغربية الأمريكية الموقعة عام 1786، والتي ما زالت سارية إلى اليوم.

ترمز المفوضية، التي أصبح اسمها اليوم “مركز البحث المغربي التابع للمعهد الأمريكي للدراسات”، إلى عمق العلاقات التاريخية والدبلوماسية التي تجمع بين أمريكا والمغرب، والذي كان أول بلد يعترف ببلاد العم سام. وهي تضم اليوم مركزا ثقافيا ومتحفا ومكتبة خاصة بالأبحاث والدراسات في اللغة العربية، تضم بدورها خرائط ووثائق ولوحات ووثائق تاريخية ثمينة ومهمة، بعد أن ظلت لمدة 140 سنة، مقرا للقنصلية الأمريكية في المغرب، إلى أن نال استقلاله، فأصبحت مدرسة للغات الدبلوماسية ثم مركزا بتدريب فيلق السلام. 

تضم المفوضية، التي كان أول قنصل أمريكي يدخلها هو جون مولوني، أيضا، جناحا كاملا للكاتب والمؤلف الأمريكي المغترب بول بولز، الذي عاش سنوات طويلة في المغرب وألهمته مدينة طنجة الكثير من إبداعاته، وكانت سبب لقاءه التاريخي بالكاتب المغربي محمد شكري.

احتضنت المفوضية المفاوضات حول معاهدة “منارة سبارتل” وشهدت توقيع العديد من الاتفاقيات التجارية بين المغرب وأمريكا كما استخدمت مقرا للحلفاء من أجل فك الرموز النازية أثناء الحرب العالمية الثانية واستقبلت حراس أمن مشاة البحرية الأمريكية. 

كانت المفوضية، الموجودة ضمن قائمة العقارات ذات الأهمية الثقافية لدى وزير الخارجية الأمريكي، مقرا لعملاء وجواسيس الاستخبارات الأميركية خلال الحرب العالمية الثانية. وقد تعرضت للتدمير أثناء القصف الفرنسي لمدينة طنجة سنة 1844 قبل أن يتم ترميمها بالكامل وتوسعتها تدريجيا.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*