تعتبر “جنان السبيل”، أو “جنان بوجلود”، مثلما يطلق عليها العديدون أيضا، واحدة من أجمل الحدائق بالمغرب. تتمتع بمساحة كبيرة تمتد على ثمانية هكتارات كاملة، وتعتبر بمثابة متنفس لسكان فاس وأهل المدينة الذين يقصدونها من أجل “النزاهة”، خاصة في شهور الحر القائظة.
تتوفر “جنان السبيل”، التي تعتبر أقدم حديقة عمومية تحظى بها العاصمة العلمية للمملكة، على كم هائل من الورود والنباتات الفريدة من نوعها، والتي توجد في أماكن بعيدة مثل الصين والهند، يصل عددها إلى أكثر من ألف نوع، من بينها الخيزران والكاميروس، إضافة إلى عدد كبير من الأحواض والجداول والنافورات الجميلة والأشجار الكثيفة، خاصة أشجار الرمان والليمون والصنوبر والأوكاليبتوس والنخيل، إلى جانب الأبواب الحديدية الضخمة والمزركشة والسقايات والناعورة.
تقع “جنان السبيل”، التي صممت لتضاهي حدائق الأندلس الزاهية، الفردوس المفقود، بساحة باب بوجلود التاريخية، بالقرب من ساحة البطحاء الشهيرة. وقد تم تأسيسها في القرن 18 من طرف السلطان العلوي المولى عبد الله لتكون بمثابة بساتين مخصصة للأميرة وبنات العائلة المالكة، قبل أن يتم فتحها في وجه العموم سنة 1917.
تعرضت “جنان السبيل”، على مر السنوات، إلى الإهمال والتهميش، قبل أن يعاد تأهيلها من قبل مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، التي تترأسها الأميرة لالة حسناء، لتعود من جديد إلى ما كانت عليه من جمال وبهاء قبل قرون مضت، حيث تم إنقاذ العديد من أنواع النباتات والزهور التي كانت تزخر بها، وأضيفت إليها أنواع جديدة، وأعيد ترميم أحواضها وقنواتها المائية، كما تم إنشاء جزيرة صغيرة داخلها، تحيط بها أشجار النخيل وأحواض الرياحين وبركات تسبح فيها أنواع من طيور البط والإوز والأسماك، وهي الترميمات والتجديدات التي كلفت حوالي مليون ونصف دولار، قبل أن تفتح مرة أخرى في وجه العموم في يونيو من سنة 2012.
ويشرف على الفضاء التاريخي الجميل، الذي يحتضن العديد من التظاهرات الثقافية والفنية مثل بعض سهرات مهرجان الموسيقى الروحية، طاقم يتكون من 14 حارسا و 22 عاملا وسائقا واحدا، بالإضافة إلى طاقم إداري يتكون من مدير ومساعديه.
قم بكتابة اول تعليق