بهاء طاهر… غروب مثقف من العيار الثقيل

ولد الدكتور محمد بهاد الدين عبد الله طاهر، المعروف في الأوساط الأدبية باسم بهاء طاهر، في يناير سنة 1935 بالقاهرة، لأسرة بسيطة تنتمي إلى مدينة الأقصر ب”صعيد مصر”.

كان والده أزهريا متعلما، لذلك لم يتردد في تعليمه بمدارس القاهرة قبل أن يدخل جامعتها، حيث حصل على الإجازة في التاريخ.

قبل أن يبدأ الكتابة، وينشر أولى مجموعاته القصصية بعنوان “الخطوبة”، عمل بالإذاعة المصرية مخرجا ومذيعا لبرنامجها الثقافي، كما اشتغل مترجما في المقر الأوربي للأمم المتحدة بين عامي 1981 و1995، أثناء إقامته في جنيف، التي هاجر إليها بعد أن منع من الكتابة في بلده، في عهد الرئيس أنور السادات، بسبب مواقفه السياسية.  

كان الروائي المصري الكبير يوسف إدريس أول من تنبأ بموهبته الأدبية، حين قرأ له أول نص كتبه تحت عنوان “المظاهرة” ونشره في مجلة “الكاتب”، ووصفه بأنه “ذهب فني”. 

رغم أن إنتاجه الأدبي لم يكن غزيرا، إلا أنه قدم أعمالا مميزة في الدراما والرواية، كان أشهرها “واحة الغروب”، التي نال عنها الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) في أولى دوراتها عام 2008، و”خالتي صفية والدير”، التي ترجمت إلى جميع اللغات المعروفة تقريبا في العالم، وتحولت إلى مسلسل تلفزيوني ناجح، إضافة إلى مؤلفات مهمة في النقد والدراسات، كما ترجم العديد من الأعمال الأجنبية، من بينها “فاصل غريب” لأوجين أونيل و”الخيميائي” لباولو كويلهو. 

حصل بهاء طاهر، الذي توفي أمس على العديد من الجوائز، من بينها جائزة الدولة التقديرية عام 1998 وجائزة مبارك عام 2009 التي كانت أرفع جائزة في مصر، لكنها رفض تسلمها تعبيرا منه عن موقفه من غياب الحرية والديمقراطية في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، كما أقيم قصر ثقافة يحمل اسمه في الأقصر تكريما له ومنحته وزارة الثقافة الفلسطينية درع غسان كنفاني للرواية العربية، تقديرا لدوره في تاريخ الرواية العربية وتطورها.

عرفت عنه مواقفه السياسية القوية، فهو كان مناصرا للثورة المصرية، كما كان من أشد المنتقدين لجماعة الإخوان المسلمين حين تسلمت السلطة بعد رحيل مبارك. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*