لولا… رئيس البرازيل المنعبث من رماده

يحظى لويس إيغناسيو لولا دا سيلفا بشعبية كبيرة في البرازيل، رغم أنه أدين بتهمة الفساد وتم سجنه لأكثر من سنة في 2018، قبل أن تلغي المحكمة العليا في بلاده، التهم ضده السنة الماضية، وإلا لما كان البرازيليون انتخبوه مرة ثالثة رئيسا بعد أن حكم البلاد في 2003 و2011، لينبعث من رماده، بعد فوزه بفارق ضئيل في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، على منافسه جاير بولسونارو، الرئيس المنتهية ولايته، هو الذي لم يكن أحد يتوقع، قبل أشهر فقط، أن يكون الفوز من نصيبه.

وإلى جانب شعبيته، يتمتع لولا، الذي ينتمي إلى صفوف اليسار، بكاريزما عالية وشخصية قوية، يزيدها ألقا صوته الأجش ولحيته الكثيفة، وسنون عمره التي تقارب الثمانين، والتي تزيد ملامحه عمقا وصلابة، وهو ما مكنه من حشد العديد من الأحزاب والتشكيلات السياسية حوله، بعد أن أقنعها ببرنامجه السياسي الذي يقوم على إعادة  الازدهار الاقتصادي للبرازيليين، الذي عاشوه في عهده، بعد أن عانوا في ولاية منافسه، من تداعيات الجائحة وارتفاع الأسعار بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما أدى إلى العديد من المشاكل، على رأسها البطالة والتضخم. 

ينحدر لولا من منطقة نائية وفقيرة في البرازيل. ولد لأبوين فلاحين. اضطر إلى الخروج للعمل وهو في سن صغيرة لا تتجاوز السبع سنوات، بعد أن هاجرت أسرته إلى ساو باولو، حيث اشتغل في مسح الأحذية وعمل بائعا متجولا قبل أن يتعلم الميكانيكا ويحظى بوظيفة بإحدى الشركات التي اضطر إلى مغادرتها بعد خلاف حول الأجر، وبعد أن فقد أصبعه الصغير. وكانت تلك بداية النضال والانخراط في العمل النقابي، الذي أصبح واحدا من كبار رموزه، خاصة بعد أن أصبح زعيما لمنظمة اتحاد عمال المعادن في 1975، ثم أسس حزب العمال بعد ذلك، الذي أوصله إلى السلطة.

عرف لولا الذي أصيب بسرطان في الحنجرة وتمكن من التعافي منه، بقدرات عالية على الكلام والخطابة، إضافة إلى حنكة في التفاوض. وقد عرفت البرازيل في عهده رخاء وانتعاشا اقتصاديا، خاصة بعد اكتشاف النفط، إلى درجة أنها تمكنت من سداد جميع ديونها إلى صندوق النقد الدولي، وأصبحت أكثر انفتاحا على الخارج.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*