مغارة هرقل… أساطير الأولين

مغارة هرقل هي من أكبر المغارات في القارة الإفريقية. تم اكتشافها سنة 1906، رغم أن تاريخها يعود إلى 5 آلاف سنة قبل الميلاد، حسب الدراسات الأثرية. تقع بمدينة طنجة بمنطقة الشمال المغربي، غير بعيد عن جبل طارق، في مكان تلتقي فيه مياه البحر الأبيض المتوسط مع المحيط الأطلسي.

المغارة، التي تقع على تلة سبارطيل، عانت لسنوات من الإهمال والتهميش وكادت تنهار بشكل كامل، قبل أن تتحول إلى مزار سياحي يستقطب العديد من السياح العاشقين للأماكن الغامضة والأسطورية الغريبة ومحبي التشويق والقصص الخيالية وهواة الاستكشاف والاستغوار. مثلما أثارت فضول واهتمام شخصيات معروفة، من بينها رؤساء وملوك زاروها، كان من بينهم عاهل المملكة العربية السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز ورئيس الوزراء الإسباني السابق خوصي رودريغيز ثباتيرو ووزير خارجيته ميغيل أنخيل موراتينوس  والكاتب الأمريكي الشهير بول بولز… 

نسج حول المغارة العديد من الأساطير الغامضة التي تمتح من الثقافة الإغريقية. وقد سميت على اسم هرقل، البطل الإغريقي، ابن الإله جوبيتير، الذي هزم وحشا كان يحرس بنات الإله أطلس، بعد أن غضب عليه فضرب الجبل لينشق وتختلط مياه  بحر الروم (المتوسط كما كان يسمى قديما) ببحر الظلمات (اسم المحيط الأطلسي في قديم الزمان) وتنفصل قارة إفريقيا عن أوربا بعد أن كانتا متصلتين، ويزوج هرقل ابنه سوفاكيس بإحدى بنات أطلس، ليثمر ارتباطهما عن ابنة جميلة سموها طانجيس، التي منها اشتقت مدينة طنجة اسمها، في الوقت الذي يحكي آخرون أن طنجة استمدت اسمها من تينجا، زوجة البطل اليوناني الأسطوري هرقل، التي كانت تسكن المغارة رفقة زوجها.

ويحكى أيضا أن هرقل، كان مسجونا في المغارة، وضرب الحائط أثناء محاولته الفرار فأحدث ثقبا كبيرا نتج عنه فصل القارتين الإفريقية عن الأوربية في ذلك الزمن.

وتؤكد مصادر أخرى أن المكان، الذي تمتد سراديبه ثلاثين كيلومترا في باطن الأرض، كان عبارة عن نقطة ومعبر تجاري تمر منه القوافل التي تمر عبر مضيق جبل طارق، في حين أوضح باحثون أنها كانت فضاء لطحن الحبوب منذ الفترة الرومانية، لكن لا أحد يمكنه الجزم بشيء حول تاريخها الذي يتغذى من الأساطير القديمة والمخيال الشعبي المغربي.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*