“ذو كراون”…أحداث متخيلة أم وقائع تاريخية؟ 

يعتبر مسلسل “التاج” (ذو كراون)، واحدا من أنجح وأشهر المسلسلات المعروضة على منصة “نتفليكس”، ومن بين أكثرها إثارة للجدل أيضا. ويتعلق الأمر بسلسلة درامية على أجزاء، حول حياة العائلة المالكة البريطانية، غاصت في العديد من تفاصيلها الحميمة، وأظهرت للعالم بعض جوانب العتمة التي كانت تلتف حولها، حتى قبل أن تعتلي الملكة إليزابيث الثانية، التي رحلت مؤخرا، عرش بريطانيا. 

ويتحدث المسلسل، الذي أعده وكتبه بيتر مورغان، في أجزاءه الأولى، قصة زواج ملكة بريطانيا وعلاقات الخيانة التي اكتشفتها حول زوجها الراحل، وكيفية تدبيرها أمور مملكتها، وعلاقاتها مع أسرتها الصغيرة وباقي أفراد العائلة الملكية، إضافة إلى تعاملاتها وعلاقاتها مع رؤساء حكومات سابقة، مثل تشرشل والمرأة الحديدية مارغريت تاتشر، وعلاقتها مع أبناءها، خاصة الأمير شارل، الملك الحالي، الذي كانت تعامله بكثير من القسوة والجفاء.  

وتناول المسلسل، العلاقة الشائكة التي كانت تجمع بين الأميرة ديانا والأمير شارل، والخيانة التي تعرضت لها وتحدثت عنها أمام العالم في مقابلة تلفزيونية مع قناة “بي بي سي”، إضافة إلى طلاقها. 

وتطرق المسلسل إلى كواليس قصر ويندسور وأسراره الحميمة، مما جعل المشرفين على العمل يذيلونه بعبارة “عمل روائي يستند إلى وقائع حقيقية”، من أجل تجنب الانتقادات والمتابعات القانونية من طرف شخصيات بريطانية شهيرة، أتى العمل على ذكرها في سياق الأحداث، خاصة أن موسمه الخامس، الذي انطلقت أولى حلقاته قبل أيام على “نتفليكس”، يعد بالعديد من المفاجآت المثيرة، إلى درجة أن رئيس الوزراء البريطاني السابق جون ميجور وصفه بأنه “برميل من الهراء”، في الوقت الذي صرحت الممثلة جودي دنش، التي أدت دور الملكة فيكتوريا في المسلسل، بأنه “ظالم وقاس” على العائلة المالكة في بريطانيا. أما ويليام شوكروس، مؤلف السيرة الذاتية للملكة الأم، فقال عنه في تصريح لصحيفة “ديلي تيليغراف” إنه “بغيض” و”مليء بالأكاذيب وأنصاف الحقائق”.

ودافعت ‬إدارة‭ ‬إنتاج‭ ‬المسلسل‭ عن‭ ‬مقاربة‭ ‬كاتب‭ ‬السيناريو‭ ‬  التي تقوم على ‬أن‭ ‬الرواية‭ ‬التي‭ ‬يوردها‭ ‬يجب‭ ‬أن لا تعتبر ‬حقيقية،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬النسخة‭ ‬المتخيلة‭”، مما‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬خلف‭ ‬الأبواب‭ ‬المغلقة‭ ‬خلال‭ ‬عقد‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬للعائلة‭ ‬المالكة‮.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*