يحتضن المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، في 30 نونبر الجاري وفاتح دجنبر المقبل، عرضا استثنائيا للمسرحية الموسيقية “بستان السفارديم”، يقدمها المسرح الوطني الإسرائيلي “هبيما” لأول مرة في بلد مسلم.
ويعتبر هذا العمل الإبداعي، الذي ألفه إسحاق نافون، الرئيس الخامس لدولة إسرائيل، وهو من أصل مغربي، واحدا من أشهر الأعمال المسرحية في الدولة العبرية. وتدور أحداثه في أوائل القرن العشرين، في حي يهودي بالقدس، يقطنه السفارديم، القادمون من الأندلس والمنتشرون بمنطقة شمال إفريقيا، حيث ينقل معيشهم اليومي الذي استمده المؤلف من جذوره وثقافته المغربية، إضافة إلى المعاناة من أجل الاندماج في مجتمع جديد. كما يستمد العرض موسيقاه من ألحان “مختارات الصلوات اليهودية الإسبانية”، إضافة إلى “كتاب الرومانسيين” لإسحاق ليفي.
وتصف المسرحية الروابط الأسرية والاجتماعية في هذا الحي، عبر الاستفادة من الحكمة التي توجه الحياة اليومية للشخصيات المستمدة من التراث الشعبي ومن الجذور المغربية والسفارادية للمؤلف. كما يستحضر العرض المسرحي أغاني الحب والألم والفرح والروايات الرومانسية التي صمدت أمام تقلبات الزمن، وما يزال يتم التغني بها إلى اليوم.
ويقدم العرض 20 ممثلا ومغنيا وراقصا من أعضاء فرقة “هبيما”، (الكلمة العبرية تعني المسرح بالعربية)، من بينهم طال موسيري وروني دلومي وهاني نحمياس، يشتغلون تحت إشراف المخرج تسادي تسرفاتي.
وينظم عرض مسرحية “بستان السفاراديم” بالرباط بمبادرة من جمعية أصدقاء الثقافة اليهودية المغربية في المغرب، وبرعاية من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، ووزارة التعاون الإقليمي الإسرائيلية، وبتعاون مع مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط.
وتأسس مسرح “هبيما”، الذي يقع في الميدان الذي يحمل الاسم نفسه، سنة 1917 في موسكو من طرف ناحوم زيماش، وكان مثار جدل لدى السلطات الروسية فاضطر إلى أن يصبح مسرحا متنقلا، قبل أن ينتقل إلى مدينة تل أبيب سنة 1931 ليصبح واحدا من أوائل المسارح الناطقة باللغة العبرية قبل أن يتحول رسميا إلى المسرح الوطني لإسرائيل. وتضم الفرقة التابعة له 80 ممثلا يقدمون 12 عرضا مسرحيا جديدا سنويا.
قم بكتابة اول تعليق