الهيلولة… “المواسم” الدينية على الطريقة اليهودية

“هيلولة” هي كلمة عبرية تعني بالعربية الصراخ بفرح وخشوع. ويتعلق الأمر بمناسبة دينية مترسخة في صلب الثقافة اليهودية، تقتضي الحج في مواسم معينة، لزيارة قبور “التساديكيم”، (مثل الأولياء الصالحين بالنسبة إلى المسلمين)، للترحم عليهم، في ذكرى وفاتهم.

وتخضع هذه المناسبة الدينية العبرية، التي يحتفل بها اليهود السفارديم والأشكناز على السواء، إلى طقوس احتفالية ودينية معينة يجب احترامها، وعلى رأسها التغني ببعض الأناشيد المعينة والتراتيل وتلاوة الصلوات الخاصة وقراءة الكتب المقدسة لليهود مثل “الزوهار”، في حين تختلف بعض التفاصيل الصغيرة من ولي صالح إلى آخر.

وتستغرق “الهيلولة”، ومرادفها “المواسم” لدى المسلمين، أياما معدودات في غالب الأحيان، يتم خلالها الغناء والرقص والأكل واحتساء “الماحيا”، المشروب المعروف لدى اليهود، إضافة إلى إشعال النيران. كما تستقطب آلافا مؤلفة من المريدين الراغبين في الحصول على البركة التي كان يعرف بها الولي قيد حياته، والتي ظلت مشعة حتى بعد موته، ولالتماس الشفاعة والتشافي من الأمراض والعقم وتحقيق الرغبات والأحلام.

ويعتبر المغرب أرض “الهيلولة” بامتياز. إذ تعرف المملكة تجمع عدد كبير من أضرحة الأولياء والصالحين اليهود في العالم، يتجاوز عددها 600 ضريح منتشرة في مختلف المدن المغربية، من بينهم 126 وليا صالحا يشترك المسلمون واليهود على السواء، في تقديسه، دون الحديث عن الأولياء الذين يتنازعون بينهم حول نسبه إلى هذا الطرف أو ذاك.

ويشارك المسلمون في المغرب في الطقوس الاحتفالية التي يقيمها اليهود في “الهيلولة”، كما يحضرها أحيانا كبار رجال الدولة والشخصيات المعروفة والعمال وولاة المدن حيث تقام.

وتعتبر هيلولة ربي إسرائيل أبي حصيرة، المعروف لدى أتباع مذهب “الكابالا” الصوفي في الديانة اليهودية، ب”بابا سالي”، واحدة من أشهر “الهيلولات” التي يحتفل بها اليهود عبر العالم، إضافة إلى “هيلولة” ربي شيمون بار يوحاي، دفن جبل ميرون بإسرائيل و”هيلولة” ربي عمران بن ديوان بنواحي وزان و”هيلولة” ربي حاييم بينتو بمدينة الصويرة، التي تعرف إقبالا كبيرا من اليهود القادمين من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب “هيلولة” داوود بن باروخ ونسيم بن نسيم وإسحاق كوهين.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*