عيد الاستقلال… التحام ملك وشعب

Sultan of Morocco Muhammad ibn Yusuf (C) salutes the crowd as he leaves the mosque after the friday prayer, on December 11, 1955 in Rabat, preceded by his aide-de-camp Mohamed Oufkir (C, first row). (Photo by - / INTERCONTINENTALE / AFP)

يحتفل المغرب كل 18 نونبر من كل سنة، بعيد استقلاله في ذكراه السابعة والستين. وهي المناسبة التي تشكل عيدا وطنيا يعتز به المغاربة ملكا وشعبا، بالنظر إلى أهميته التاريخية، وباعتباره ملحمة جسدت انتصار الوحدة والالتحام على الاستعمار الذي جثم على أنفاس المغاربة سنوات طوالا ونهب خيراتهم وثرواتهم.

ويتعلق الأمر بمناسبة تحمل العديد من الدلالات والدروس البليغة والتضحيات الكبرى ومرحلة هامة في تاريخ المملكة، التي خرجت من نير الاستعمار إلى سماء الحرية والاستقلال عن سلطات الحماية التي فرضت عليها منذ 1912 إلى سنة 1956.

وقد كان نفي السلطان محمد الخامس وعائلته إلى جزيرة مدغشقر، وتنصيب ابن عرفة بديلا له على عرش المغرب، الشرارة التي أشعلت نار انتفاضة الشعب على الظلم الذي لحقه، ومطالبته في مظاهرات عديدة بعودة السلطان الشرعي الذي كان المغاربة يرون وجهه في القمر، مثلما تقول الأسطورة، بفعل الحب والاحترام الذي كانوا يكنونه له. وهو ما عرف بعد ذلك بثورة الملك والشعب التي انطلقت في 20 غشت سنة 1953، معلنة بداية نهاية الاستعمار الفرنسي الذي انقلب عليه الحال وعجل بنهاية نظامه الغاشم.

وقاد المغاربة، في العديد من مناطق البلاد، معارك ضارية، ضد المستعمر، من بينها معارك الهري وأنوال وبوغافر وجبل بادو وسيدي بوعثمان وانتفاضة قبائل آيت باعمران والأقاليم الجنوبية لقن خلالها المقاومون دروسا رائعة في الصمود والمقاومة والتضحية.

اضطرت السلطات الاستعمارية الفرنسية، بعد مفاوضات شاقة مع الحركة الوطنية في المغرب التي كان يجسدها حزب الاستقلال، إلى السماح بعودة السلطان محمد الخامس إلى أرض الوطن، ليعلن سنة 1955 انتهاء نظام الحماية وطلوع فجر الحرية، في خطاب تاريخي توج السنة الموالية باستقلال فعلي وبخروج المغاربة من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، مثلما قال لهم أب الأمة المغفور له السلطان محمد الخامس، وهو يقصد معركة بناء الوطن واستكمال وحدته الترابية، وبناء الدولة وإرساء المؤسسات، وهي المعركة التي واصلها بعده المغفور له الملك الحسن الثاني، الذي وضع على عاتقه تحدي استكمال الوحدة الترابية للمملكة واسترجاع أقاليمها الجنوبية وصحراءها.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*