تم تأسيس أكاديمية محمد السادس لكرة القدم سنة 2008 في مدينة سلا بتوجيهات ملكية سامية بهدف اكتشاف المواهب الكروية في المغرب وتكوين أجيال جديدة من اللاعبين في مستوى المنافسات الكروية العالمية، وافتتحت أبوابها في 2009.
بلغت تكلفة المشروع، الذي وقف عليه الملك محمد السادس شخصيا، ومنح صلاحيات تدبيره لناصر لاركيط، (قبل أن يغادر منصبه) حوالي 140 مليون درهم، أغلبها مساعدات مالية من جلالته شخصيا إضافة إلى دعم مادي تقدمه مجموعة من المؤسسات الكبرى مثل “اتصالات المغرب” و”البنك المغربي للتجارة الخارجية” و”صندوق الإيداع والتدبير”، وهي تغطي مساحة 18 هكتارا. وتتكون من المساحة المفتوحة (الملاعب والمساحات الخارجية للأنشطة الأخرى) والقرية، إضافة إلى ملاعب وفق معايير “الفيفا” ومستودعات الملابس والمرافق الصحية والتعليمية والمسابح ومراكز الترويض…
تستقطب الأكاديمية، التي يرأسها السكرتير الخاص للملك محمد منير الماجيدي، ورئيس الفتح الرباطي، الطلاب الموهوبين، الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 سنة، من أجل تعليمهم وتوجيههم وتدريبهم، وقد تمكنت من إخراج نجوم إلى الملاعب يتألقون في المونديال القطري اليوم، أمثال نايف أكرد وعز الدين أوناحي ويوسف النصيري.
وجهزت الأكاديمية، التي اعتبرها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) “سر تألق المنتخب المغربي”، وفق معايير تجعلها في مقام وقيمة مراكز التكوين المهنية الأوروبية ذات الصيت العالمي، وذلك من أجل منح الشباب المغربي الموهوب ظروفا ملائمة لتلقي تكوين رياضي وعلمي يخول لهم الممارسة في أكبر الأندية المغربية والأوربية.
ويخضع الملتحقون بالأكاديمية إلى نظام قبول صارم. ويسهر المسؤولون فيها على تتبع المستوى الدراسي لكل لاعب، كما يحرصون على أن لا يغادر الأكاديمية إلا وشهادة الباكالوريا في جيبه ليتمكن من مواصلة دراسته الجامعية.
واجهت الأكاديمية، منذ تأسيسها، العديد من الانتقادات، على اعتبار أنها لم تتمكن منذ سنوات تأسيسها الأولى، من تفريخ المواهب الكروية المنتظرة، خاصة في ظل الإمكانيات المهمة المرصودة لها، قبل أن يتفاجأ الجميع بالمستوى العالي للعديد من خريجيها في مباريات كأس العالم بقطر، والذين فندوا جميع الاتهامات والادعاءات وأبانوا عن موهبة عالية وأداء كروي متميز.
قم بكتابة اول تعليق