لم يكن أحد يعتقد أن “راس لافوكا”، اللقب الذي يطلقه الجمهور على وليد الركراكي، سيكون قادرا على خلق المعجزة والمفاجأة في مونديال قطر 2022، إلى أن شاهد العالم، بأم عينه، كيف استطاع المنتخب المغربي الذي يقوده، أن يصل إلى المربع الذهبي، وينافس الكبار على الكأس، ليثبت صحة دعوته التي طالما رددها أمام المشككين في كفاءته ومهارة لاعبيه، “ديرو النية”.
ولد الركراكي، المدافع السابق ضمن المنتخب المغربي، الذي خاض إلى جانبه حوالي خمسين مباراة، في مدينة كورباي إيسون الفرنسية سنة 1975، لأسرة من المهاجرين تعود أصولها إلى مدينة الفنيدق بشمال المغرب.
شغف بلعب كرة القدم في سن صغيرة. وبفضل اكتشاف رودي غارسيا، المدرب الفرنسي، لموهبته، استطاع أن يلعب لفريق مدينته تحت قيادته، قبل أن يلتحق بعده بفريق “راسينغ دو باريس”، ثم ينضم بشكل احترافي إلى نادي “تولوز” وهو في سن الثالثة والعشرين، وهي التجربة التي لم تكن في مستوى طموحاته بعد أن تخلى عنه النادي بعد ثلاث مواسم فقط، بسبب مشاكل مالية وضريبية اضطرته لتقليص لاعبيه.
عانى وليد البطالة مدة ستة أشهر ظل فيها بدون فريق، قبل أن يلتحق بنادي “أجاكسيو” الفرنسي ويستعيد مساره الكروي المتوقف، خاصة بعد صعود نجمه في الفريق الذي صعد معه إلى الدرجة الأولى من الدوري الفرنسي.
نودي عليه أول مرة للعب مع المنتخب المغربي من طرف المدرب البرتغالي السابق أومبرتو كويلهو. كان ذلك سنة 2000، قبل أن يستدعيه خليفته بعد ذلك بادو الزاكي، للانضمام إلى تشكيلة الأسود التي ستتأهل إلى كأس إفريقيا للأمم في تونس، حيث أبدا المنتخب المغربي مهارة عالية في اللعب وكان على وشك إحراز اللقب، لولا معاكسة الحظ والأقدار.
لعب الركراكي في الدوري الإسباني بعد انضمامه إلى نادي “راسينغ سانتاندير” وواجه نجوما كبار في كرة القدم مثل صامويل إيتو ورونالدينيو وغاوتشو وأبان عن كفاءة عالية في اللعب قبل أن تضطره الإصابات المتكررة إلى مغادرة النادي، ليعود للعب مع مجموعة من النوادي الفرنسية، قبل أن يعتزل الملاعب نهائيا وعمره 36 سنة.
يتميز الركراكي بروح الدعابة وبتواضع منقطع النظير، يجعل التواصل معه سهلا، وهو ما جعله ينجح في مهمته مدربا، سواء مع نادي الفتح الرياضي الرباطي الذي فاز معه بلقب كأس العرش أو مع نادي “الدحيل” القطري الذي نجح معه في الحصول على بطولة الدوري، أو مع فريق الوداد الذي نال معه لقب عصبة الأبطال الإفريقية ولقب بطولة الدوري الاحترافي المغربي. وهي الإنجازات التي جعلت مسؤولي الجامعة المغربية لكرة القدم يثقون في قدراته ويمنحونه مهمة تدريب المنتخب المغربي، خلفا للمدرب البوسني وحيد خليلودزيتش، قبل أقل من 3 أشهر من نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر، ومقابل راتب شهري قدره 60 ألف أورو.
قم بكتابة اول تعليق