الهولوكوست… قصة إبادة جماعية لليهود

يسمونها الهولوكوست والمحرقة و”الشواه”. ويتعلق الأمر بإبادة جماعية تعرض لها الشعب اليهودي خلال الحرب العالمية الثانية، وذهب ضحيتها حوالي 6 ملايين يهودي أوربي لأسباب عنصرية محضة من طرف نظام ألمانيا النازية وحلفائها، في جميع أنحاء ألمانيا النازية والمناطق المحتلة من قبلها في أوربا، رغم أن العديدين يقدرون ضحايا القتل الجماعي في 11 مليون شخص بين يهود وغيرهم من شعوب الغجر والروم والمعاقين والمعارضين السياسيين.


وتعتبر الهولوكوست واحدة من أكبر الإبادات الجماعية في تاريخ البشرية، إذ اعتمدت على عمليات قتل ممنهجة وبشعة نفذها نظام هتلر وزبانيته بحق مجموعات عرقية وسياسية مختلفة، تحت مبرر تحسين النسل البشري ومنح الأولوية في العيش للعرق الآري النظيف، لصنع مجتمع أكثر ذكاء وإنتاجية.


وبدأت بوادر الإبادة الجماعية لليهود مع بدء مقاطعة المحلات التي يملكونها ورفع لافتات كتب عليها “لا تشتروا من اليهود” كما كانت تردد شعارات معادية لهم في الشوارع، قبل أن تنقلب إلى عنف وصل إلى القتل، ليتم طرد اليهود من جميع المؤسسات الحكومية في اجتماع للحزب النازي نتج عنه عدة قرارات عنصرية من بينها سحب الجنسية الألمانية عنهم ومنعهم من التصويت في الانتخابات، واعتبر النازيون عملية الهولوكوست طريقة للتخلص من أشخاص “تحت البشر”.


وبداية من ليلة التاسع من نونبر 1938اجتاحت مظاهرات غاضبة ضد اليهود العديد من المدن في ألمانيا وتم كسر وتخريب المحلات التجارية لليهود وقتل في تلك الليلة 100 يهودي واعتقل 30.000 وتم إتلاف 7000 محل تجاري و1574 معبد يهودي وسميت تلك الليلة بليلة الزجاج المهشم، والتي كانت بمثابة الإعلان عن بداية مسلسل الإبادة الجماعية. 


و”تفنن” النازيون في أسلوب الإبادة، إذ استعملوا الحقن القاتلة والتجويع وإطلاق النار الجماعي، إضافة إلى غرف الغاز للقتل بغاز أول أكسيد الكربون، في معسكرات الموت، التي لم يكن من الممكن احتمال العيش فيها لأكثر من 24 ساعة، وعلى رأسها معسكر أوشفيتز في منطقة برزيزنكا، الذي كان يضم 4 محارق ومستودعات غاز يتسع كل واحد فيها لأكثر من 2500 شخص.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*