رزئ الجمهور المغربي أمس الأربعاء في وفاة الفنانة خديجة أسد، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، استسلمت له في آخر المطاف بعد أن لم ينفع معه علاج، لترحل أيقونة المسرح والكوميديا في المغرب إلى دار البقاء في صمت يشبه صمت القبور.
لم تستحمل خديجة أسد أن تستمر على قيد الحياة بعد وفاة زوجها وشريك العمر عزيز سعد الله، قبل سنتين من اليوم، فارتأت أن تلبي نداء ربها لتلتحق بحبيبها الذي منذ فارقها أصابها المرض والعلل.
ولدت خديجة أسد في مدينة الدار البيضاء سنة 1952 (رحلت في عمر السبعين). شكلت مع زوجها ثنائيا مسرحيا جميلا قدم للجمهور المغربي، لأزيد من ثلاثين سنة، باقة من خيرة الأعمال الدرامية والكوميدية، سواء على الركح أو على شاشة التلفزيون أو في السينما. وحظي الاثنان بمحبة وتقدير كبيرين من طرف أجيال متعاقبة من المغاربة.
درست خديجة التمثيل بالمعهد البلدي للموسيقى والرقص والفنون الدرامية في الدار البيضاء، وهناك التقت بشريك العمر الراحل عزيز سعد الله وبدأت قصة حبهما وكفاحهما في درب الفن، إذ اشتغلا معا في العديد من المسرحيات مثل “الدروج” مع صلاح الدين بنموسى و”ديوان سيدي عبد الرحمان المجدوب” مع الطيب الصديقي و”مونسيرا” للكاتب الفرنسي إمانويل روبلز.
عرفت خديجة أسد الشهرة، دائما رفقة زوجها، حين انفتحت على التلفزيون، إذ قدما معا سلسلة “هو وهي” و”صور ضاحكة” و”كاريكاتور”، إضافة إلى “دور بيها يا الشيباني” و”ماشي بحالهم” ومسلسل “بنت بلادي”، إضافة إلى سلسلة “لالة فاطمة” الرمضانية التي توجتها ملكة متربعة على قلوب الجمهور المغربي. شاركت خديجة زوجها الإنتاج والإخراج والتأليف والتشخيص والدعاية، ولعب معا بطولة العديد من الأعمال، كان من بينها فيلم “نامبر وان” سنة 2009، كما كانت لها تجارب في التقديم التلفزيوني من خلال أحد مواسم برنامج “لالة العروسة”.
غادرت خديجة أسد، رفقة زوجها، المغرب لسنوات، بعد أن قررا الاستقرار في الديار الكندية، قبل أن يشدهما الحنين من جديد إلى أرض الوطن، حيث عادا وفتحا مطعما ببوسكورة كان قبلة للفنانين والنجوم.
قم بكتابة اول تعليق