إفران… المدينة التي أحبها الحسن الثاني واستقبل فيها بيريز

تعتبر إفران الوجهة المفضلة للمغاربة في مثل هذا التوقيت من السنة، حيث تكتسي بناياتها وغاباتها وشوارعها بالثلوج، وتتشح أشجارها ومناظرها الطبيعية بالبياض الناصع الذي يمنحها جمالية خاصة ويجعلها قبلة سياحية متميزة في فصل الشتاء.


تحظى مدينة إفران، التي يلقبها البعض بسويسرا المغرب، وجوهرة المتوسط، ببيئة طبيعية مائية وتنوع بيولوجي فريد من نوعه. تمنحها الشلالات والجبال والكهوف المحيطة بها سحرا خاصا يجعلها مختلفة تماما عن باقي المدن المغربية.
تقع إفران في قلب الأطلس المتوسط على ارتفاع 1650 متر فوق سطح البحر، وهي من أكثر المدن المغربية والعربية نظافة في المنطقة، وتمتاز ببيوتها الجميلة المبنية بالقرميد وبمعمارها المتميز الذي أقامه المستعمر في ثلاثينات القرن الماضي، وحافظت عليه المدينة الأمازيغية إلى اليوم، لتضاهي به كبار المدن والمحطات السياحية العالمية.


كانت إفران تحظى باهتمام خاص من طرف الملك الراحل الحسن الثاني، الذي كان يحب أن يقضي فيها عطله ويستقبل كبار زواره من قادة الدول، ومن بينهم شيمون بيريز، رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي زارها رفقة الملك الراحل في 1986، وتحادثا خلال اللقاء بينهما حول قضية السلام ونتج عنها العديد من القرارات الكبرى في ما بعد التي همت النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، كما اختارها الملك الراحل لتحتضن جامعة الأخوين الشهيرة، قبل أن يؤسس فيها ابنه جلالة الملك محمد السادس أكاديميته الدولية لألعاب القوى.


تعتبر مدينة إفران من الوجهات السياحية الجميلة التي تزخر بها المملكة، خاصة سكان المناطق المجاورة مثل فاس ومكناس الذين يحبون الاصطياف بها، كما يقصدها محبو القنص والصيد البري من المغاربة والأجانب، ويحرصون على زيارة معالمها المعروفة مثل عين فيتال ومحطة ميشليفن للتزحلق على الجليد ومحطة راس الما وتمثال الأطلس الموجود في وسط المدينة ويعتبر رمزا لها.


وحسب بعض المراجع التاريخية، فإن كلمة إفران، وهي في الأصل كلمة أمازيغية، تعني الكهوف، وقد تكون التسمية ربما مستوحاة من المغارات المنتشرة حول محيطها الطبيعي، فخلال الفترات التاريخية القديمة، كان يطلق عليها لقب “أورتي” والذي يعني الحديقة باللغة العربية.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*