كوثر التغزاوي، مخرجة “الكليبات” المغربية التي تلامس العالمية

استطاعت كوثر التغزاوي أن تبصم على مسار متميز في مجال الإخراج. فهي أول مخرجة مغربية تقتحم عالم إخراج “الفيديو كليب”، إذ وقعت على العديد من “الكليبات” الناجحة لفنانين مغاربة مشهورين، من بينهم حاتم عمور الذي اشتغلت معه في “كليب” أغنيته “ما تبدلتش”، مثلما تعاملت مع نعمان بلعياشي في عملين هما “مصاري” و”في عيوني”، إضافة إلى محمد رضا في “كليب” أغنيته “سيدي” ثم مهدي فاضيلي في “برج الميزان”، قبل أن تتألق مع الفنانة الشابة دعاء اليحياوي في “كليب” أغنيتها “ديني معاك”، الذي لقي إشادة كبيرة من المتتبعين والنقاد الفنيين بمجرد إطلاقه، وجعلهم يعتبرون أن مخرجته فنانة محلية تلامس العالمية. 

كانت بدايات التغزاوي، التي ولدت بالدار البيضاء في 1987، من مجال المونتاج، إذ عملت في العديد من الأعمال الفنية من بينها “كليب” أغنية سعد لمجرد “سلام” والسلسلة الكوميدية “صالون” وسلسلة “أفريكان كوينز” التي عرضت على شبكة “نتفليكس” العالمية، قبل أن تلتقطها أعين الفنانين بعد أن لمسوا حرفيتها العالية وأسلوبها المبتكر في الإخراج ورؤيتها البصرية القوية واهتمامها بالتفاصيل الدقيقة وطريقتها المبدعة في مزج الأصالة والتقاليد المغربية مع التقنيات الحديثة والمعاصرة، التي تلامس مباشرة قلوب المشاهدين، ما جعلها المفضلة لدى الفنانين وميزها عن باقي المخرجين من جيلها.

اشتغلت كوثر في العديد من الأعمال الفنية منذ 2014، كأفلام وإعلانات و”كليبات” مغربية وغربية. ولم تكن الإمكانيات المادية يوما عائقا أمامها من أجل إبداع أعمال متميزة. فهي تستطيع بأقل التكاليف وبموارد محدودة وميزانية صغيرة أن تجد طرقا فنية معبرة لإبراز فكرتها، سواء باستخدام الألوان والإضاءة أو من خلال الحرص على إيجاد حالة مزاجية وجو مناسب لكل “فيديو كليب”، لذلك استطاعت أن تحجز لنفسها مكانا ضمن قائمة المخرجين المغاربة الأكثر مهنية وشهرة في المغرب، بعدما كسبت الرهان على العديد من المستويات والأصعدة، خاصة أنها من الجنس اللطيف، واقتحمت مجالا ظل لسنوات طويلة حكرا على الرجال في المغرب وفي العالم العربي عموما، ما جعلها تواجه العديد من الصعوبات قبل إثبات موهبتها.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*