رائدة طه… المسرحية التي فضلى الركح على ياسر عرفات

 ولدت رائدة طه في مدينة القدس. لكنها قضت طفولتها في عمان بالأردن، بعد أن هاجرت عائلتها مباشرة بعد حرب 67، لتنتقل إلى لبنان في بداية السبعينات. انخرط والدها في المقاومة الفلسطينية وكان واحدا ممن اختطفوا طائرة للركاب كانت في طريقها إلى مطار بن غوريون، وهي العملية التي قتل فيها برصاص الإسرائيليين. كان ذلك سنة 1972. وكانت في السابعة من عمرها فقط.

دخلت رائدة طه مجال السياسة من بابه الواسع. إذ عملت في مكتب الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، لمدة ثمانية سنوات، وكان يعتبرها أصغر سفيرة لبلدها، كما كانت بمثابة ابنته بالتبني أو ابنته الروحية. لكنها لم تكن مرتاحة للعمل في عالم ذكوري عفن، تحت إمرة الفاسدين والانتهازيين وسلطتهم، خاصة بعد أن تعرضت للتحرش الجنسي.

ولأنها كانت شغوفة دائما بالمسرح وتحلم بصعود الركح للتعبير عن أفكارها وتوجهاتها، غادرت فن الممكن نحو أب الفنون، الذي تعتبره مملكتها، وحيث يمكنها أن تقول لا، حسب ما أكدته في العديد من تصريحاتها الإعلامية، رغم أن ألسنة الناس لم ترحمها، إذ كيف لابنة “شهيد” أن تصبح “ممثلة.

تألقت رائدة على الخشبة التي اعتلتها مزودة بتجربة وخبرة سياسية صقلت شخصيتها ومنحتها مجالات واسعة لرواية قصصها وحكاياتها التي فتنت بها الجمهور الذي تعرف على فنها وإبداعها الصادق والشفاف والبسيط والعميق في آن، في مسرحيتين هما “عائد إلى حيفا” المقتبسة من رواية للأديب الفلسطيني غسان كنفاني، في 2013، و”80 درجة”، إضافة إلى مسرحيتها “شجرة التين”. تبني رائدة طه التي تزوجت في 1993 من رجل الأعمال الفلسطيني الراحل سهيل جدعون، مواضيع مسرحياتها على حكايات واقعية، تفوق الخيال، تستقيها من حكايات الناس الذين تلتقيهم في جولاتها بالقدس ورام الله والجليل والضفة الغربية، وتغلفها بمسحات من الإحساس العارم باليتم والنفي والمرارة. 

، وبخاصة واقعة زواجها في رام الله، بعد اوسلو، وما تخلل هذا الزواج من حضور طبيعي لبعض القيادات وبخاصة الراحل أبو عمار، الذي عملت لسنوات مستشارة صحافية له. لوّنت رائدة طه نصّها بداعبة ومقارنات بين العرس والحالة الفلسطينية التي طبعتها مرحلة الثورة، وفي السياق باحت ببعض من نقد كوميدي توزع حيث يجب.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*