خيط الروح… الحلية النبيلة التي تتوارثها الأجيال

يسمونه في المغرب ب”خيط الروح”، وهو في الجزائر “الزروف”. وهو نوع من المجوهرات معروف في المغرب والجزائر، اللذان يتصارعان حول حقوق “ملكيته”، رغم أن أصوله تعود إلى العثمانيين، في حين تؤكد مصادر أخرى أنه يرجع إلى عهد الفينيقيين. كما أنه موجود وشائع استعماله في العديد من البلدان الأخرى مثل تونس، حيث يعرف ب”الشعيرية”، أو مصر، حيث يسمى “الكردال”.

يتعلق الأمر بحلية مصنوعة من الذهب أو الفضة، يرتدى مع الألبسة التقليدية، غالبا من طرف العروس في حفلات الزفاف، وينتقل في العائلات من الأم إلى الابنة إلى الحفيدة، ليحتفظ به من جيل إلى جيل عن طريق التوارث.

سمي “خيط الروح” لأنه عقد يشبه خيطا رفيعا كان يوضع قديما على الرقبة، التي كانت بمثابة الروح. وتقول رواية أخرى إنه كان عبارة عن عقد بسيط وصغير أهداه عريس فقير إلى عروسه، وحين لم تتمكن من وضعه على رقبتها، وضعته على جبينها، فسمي بذلك الاسم.

وترتفع أسعاره حسب نوعية الأحجار الكريمة التي تستعمل في صنعه، والتي تتناسب مع مكانة كل أسرة وإمكانياتها المادية، وترمز إلى مكانة المرأة وطبقتها الاجتماعية، التي غالبا ما كانت تكون من الطبقة النبيلة.

ورغم أن خيط الروح موجه أصلا للاستعمال والارتداء في الأفراح وحفلات الزفاف، إلا أنه تحول خلال السنوات الأخيرة إلى موضة ترتدى في مختلف المناسبات والأفراح، وحتى مع الألبسة العصرية وليس فقط التقليدية.

وأثار خيط الروح، مثله مثل الزليج والكسكس والراي،  موجة جدل كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، بين المغاربة والجزائريين، بعد صدور فيديو كليب “سيد الغرام” بين المغنية المغربية أسماء لمنور والمغنية السورية أصالة نصري، والتي ظهرت ترتديه في لقطات من العمل، وهو ما دعى جزائريين إلى التساؤل حول السر في ذلك، وإن كانت محاولة من المغاربة لسرقة تراث جزائري، في الوقت الذي اعتبره مغاربة إرثا مغربيا بامتياز، توارثوه عبر الأجيال، في حين اعتبر باحثون أنه تراث مغاربي ينتمي إلى المغرب الكبير بشكل عام، ولا يجوز نسبته إلى بلد دون الآخر.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*