أرييه درعي… المكناسي الذي قلب موازين القوى في إسرائيل

ولد أرييه درعي سنة 1959 في العاصمة الإسماعيلية مكناس بالمملكة المغربية لعائلة يهودية ثرية. هاجر والداه إلى أرض الميعاد أواخر الستينات وعمره لم يكن يتجاوز حينها التسع سنوات، بعد حرب الأيام الستة، وتصاعد المد العدائي تجاه اليهود في العالم العربي.

انخرط درعي في العمل السياسي في سن مبكرة، وتقلد مناصب سياسية مهمة حتى قبل أن يصل الثلاثين من عمره، إذ انتخب عضوا في الكنيست وشغل منصب وزير بدون حقيبة في سن 24 سنة، وتقلد حقيبة الداخلية وهو في سن التاسعة والعشرين، وذلك لأول مرة في تاريخ الدولة العبرية.

يمتلك درعي شعبية كبيرة في إسرائيل، خاصة في أوساط المتدينين واليهود السفارديم. إذ انضم إلى حزب شاس الديني المتشدد منذ بداية نشاطه السياسي المبكر، بدعم من الحاخام الإسرائيلي الشهير عوفاديا يوسف، زعيمه الروحي، الذي كان يستشير معه في كل الأمور، فكان بمثابة القائد الفعلي والحاكم، إلى أن أصبح رئيسا للحزب الذي يضم العديد من اليهود من ذوي الأصول المغربية، الذين عانى أغلبهم التمييز والعنصرية في بدايات استقرارهم بالدولة العبرية، قبل أن يقلبوا موازين القوى في الحقل السياسي بإسرائيل.

كان درعي، المتزوج والأب لتسعة أطفال، والمقيم بمدينة القدس، متورطا في العديد من الفضائح المالية، كما أدين قضائيا بتهمة الفساد والرشوة والتهرب الضريبي وتبييض الأموال، وحكم عليه بالسجن سنتين، وفقد منصبه وزيرا للداخلية بسبب ذلك، لكن ذلك لم يفقده شيئا من شعبيته وقاعدته الجماهيرية في صفوف حزبه والموالين له، الذين قاموا بمظاهرات حاشدة أمام المحكمة أثناء اعتقاله والحكم عليه، معتبرين أنه تعرض لمؤامرة واضطهاد بسبب أصوله المغربية، وهو ما دفعه إلى العودة إلى العمل السياسي بقوة بعد خروجه من السجن في 2002، محتفظا بزعامة الحزب، ومترشحا إلى العديد من المناصب الحكومية.

يحظى درعي بعلاقة جيدة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ناتانياهو، الذي تحالف معه وأصر على تعيينه وزيرا رغم المعارضة الشديدة والانتقادات التي طالته، إلى درجة أن بعض المتتبعين أصبحوا يعتبرونه الرجل الثاني في إسرائيل.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*