انطلقت في واحات أقا بالجنوب المغربي، عمليات حفر وتنقيب يقودها عالما آثار، واحد مغربي والثاني إسرائيلي، للبحث على آثار تاريخية، ولو صغيرة، تدل على وجود اليهود على أرض المملكة منذ آلاف السنين.
وتأتي عملية البحث، بعد اكتشاف جزء من مخطوطة دينية مكتوبة باللغة العبرية، كتب عليها “إشارة من الله”، إضافة إلى نصوص دينية أخرى، ورسائل وعقود تجارية وعقود زواج وأوعية منزلية للاستعمال اليومي وقطع من النقود، في هذا المعبد الذي يكاد يختفي من الوجود، رغم أنه يحتوي على جزء مهم من التاريخ اليهودي المغربي.
وتهم عمليات الحفر، التي لم تكن لتتم لولا تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل، داخل معبد يهودي بقرية اسمها تاكديرت، شبه مدمر، يقع في وسط “الملاح” (الحي اليهودي بالمنطقة) بواحة أقا التي كانت معبرا للتجار عبر الصحراء. وذلك في إطار مشروع لإعادة ترميم جزء من الإرث اليهودي في الواحات الجنوبية المغربية التي هجرها سكانها من اليهود في أواخر الستينات، نحو أرض الميعاد.
ووجد اليهود في المغرب منذ العصور القديمة وازداد عددهم منذ القرن التاسع عشر ليصل إلى 250 ألفا منتصف القرن العشرين، قبل أن تنطلق موجات الهجرة إثر إعلان قيام دولة إسرائيل وتقلص عددهم ليصل اليوم إلى حوالي ألفي يهودي.
ويشارك في المشروع يوفال يكوتيلي، الباحث في علم الآثار الإسرائيلي من جامعة بن غوريون في النقب، وهو واحد من ستة باحثين إسرائيليين وفرنسيين ومغربيين، من بينهم الجغرافي الفرنسي دافيد جويري، وهو منسق مشروع الحفريات. ولا توجد دراسات كثيرة حول الوجود اليهودي بالمغرب، رغم أن بعضها يرجح قدومهم إلى أرضه بعد خراب الهيكل الأول في عام 586 قبل الميلاد، لتتوالى هجراتهم بعد ذلك، خاصة بعد ترحيل وطرد اليهود من الأندلس، في مرحلة حروب الاسترداد ومحاكم التفتيش، فكانت أرض المغرب الكبير مأوى وملاذا لهم وموطن استقبال تعايشوا فيه لقرون بأمن وسلم وسلام مع إخوانهم المسلمين، قبل أن تبدأ هجرتهم المعاكسة بعد تأسيس دولة إسرائيل وبداية الحروب بينها وبين الفلسطينيين.
قم بكتابة اول تعليق